ويقولون في تفسير ذلك فيخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ([64] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn64)):" الخاتم لما سبق من صور التجليات الإلهية التي تجلى الحق سبحانه بصورها في عالم الظهور لأنه - صلى الله عليه وسلم - أول موجود أوجده الله في العالم من حجاب البطون وصورة العماء الرباني ثم ما زال يبسط صورة العالم بعدها في ظهور أجناسها بالترتيب القائم على المشيئة الربانية جنسا بعد جنس إلى أن كان آخر ما تجلى به في عالم الظهور الصورة الآدمية على صورته - صلى الله عليه وسلم - وهو المراد بالصورة الآدمية "اهـ
وعندهم أن أول منفصل من عالم الغيب هو الدرة البيضاء التي هي مركز العماء! والدرة البيضاء ([65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn65)) هي العقل الأول المذكور في الحديث الموضوع ([66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn66)) :" أول ما خلق الله العقل".
وقد يعبرون عن الدرة البيضاء بمصطلح الياقوتة البيضاء،و"الياقوتة البيضاء: حقيقة الحقائق، وتفسيرها عندهم أن اللَّه تعالى قبل أن يخلق الخلق، كانت الموجودات مستهلكة فيه، ولم يكن له ظهور فى شئ من الوجود، وتلك هى الكنزية المخفية، وحقيقة الحقائق التى فى وجودها ليس لها اختصاص بنسبة من النسب، لا إلى ما هو أعلى ولا إلى ما هو أدنى، وهى الياقوتة البيضاء، فلما أراد الحق سبحانه وتعالى إيجاد هذا العالم، نظر إلى حقيقة الحقائق، وإن شئت قل إلى الياقوتة البيضاء، التى هى أصل الوجود، فذابت وصارت ماء، ثم نظر إليها بنظر العظمة، فتموجت لذلك، كما تموج الأرياح بالبحر فانفهقت كثائفها بعضها فى بعض، كما ينفهق الزبد من البحر، فخلق اللَّه من ذلك المنفهق سبع طباق الأرض، ثم خلق سكان كل طبقة من جنس أرضها، ثم صعدت لطائف ذلك الماء، كما يصعد البخار من البحار، ففتقها اللَّه تعالى سبع سموات، وخلق ملائكة كل سماء من جنسها، ثم صير اللَّه ذلك الماء سبعة أبحر محيطة بالعالم، فهذا أصل الوجود جميعه، ثم إن الحق تعالى، كما كان فى القدم موجودًا فى العماء التى عبر عنها بحقيقة الحقائق، والكنز المخفى، والياقوتة البيضاء كذلك هو الآن موجود فيما خلق من تلك الياقوتة، بغير حلول ولا مزج، فهو متجل فى جميعها، لأنه سبحانه وتعالى على ما عليه كان وقد كان فى العماء، وقد كان فى الياقوتة البيضاء" ([67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn67)).
واليواقيت عندهم كثيرة وتفسيرها متغير بتغير لونها: فاليواقيت منها يواقيت بيضاء، وزرقاء، وصفراء، وحمراء .. ولكل معنى!!
أَهَمُّ المَرَاجِعُ
1. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات، مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى.
2. إعلام الموقعين عن رب العالمين، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، دار الجيل، بيروت.
3. إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، تحقيق وهبي سليمان غاوجي الألباني، دار السلام، الطبعة الأولى.
4. اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى.
5. الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة، عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري، تحقيق عثمان عبد الله آدم الأثيوبي، دار الراية، الرياض، الطبعة الثانية.
6. الإشفاق على الطلاق، محمد زاهد الكوثري، المكتبة الأزهرية للتراث 1415 هـ / 1994 م.
7. الأسماء والصفات، أحمد بن الحسين أبو بكر البيهقي، تحقيق عبد الله بن محمد الحاشدي، مكتبة السوادي، جدة، الطبعة الأولى.
8. الاستقامة، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، تحقيق محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود، المدينة النبوية، الطبعة الأولى1403هـ.
9. التاريخ الكبير، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، تحقيق السيد هاشم الندوي، دار الفكر.
10. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري أبو عمر، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، طبعة وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب.
¥