وقد روى عن جماعة من الصحابة منهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل، ومحمود بن الربيع.
وروى عن الفقهاء السبعة وغيرهم.
وروى عنه عطاء بن أبي رباح، وأبو الزبير المكي، والأوزاعي، وابن جريج، ويونس بن يزيد، والليث بن سعد، وهشيم، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
قال البخاري عن عليّ بن المديني: له نحو ألفي حديث.
وقال ابن سعد: قالوا: وكان الزهري ثقة كثير الحديث، والعلم، والرواية، فقيهاً جامعاً.
وقال ابن وهب عن الليث: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئاً فنسيته.
وقال النسائي: أحسن أسانيد تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، وذكر من بينها: الزهري عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده، والزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. ذكر ذلك وغيره الحافظ في (تهذيب التهذيب).
وقال ابن خلكان في (وفيات الأعيان): هو أحد الفقهاء والمحدثين والأعلام التابعين بالمدينة، رأى عشرة من الصحابة رضوان الله عليهم، وروى عنه جماعة من الأئمة منهم: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري.
وقال: وقيل لمكحول: من أعلم من رأيت؟
قال: ابن شهاب، قيل له: ثم مَن؟
قال: ابن شهاب، قيل له: ثم مَن؟
قال: ابن شهاب، وكان قد حفظ علم الفقهاء السبعة، وقال: وكان إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوماً: والله لهذه الكتب أشد عليَّ من ثلاث ضرائر.
وقال: وتوفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، سنة أربع وعشرين ومائة، وقيل ثلاث وعشرين، وقيل خمس وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وقيل ثلاث وسبعين سنة، وقيل مولده سنة إحدى وخمسين للهجرة، والله أعلم. انتهى.
وقد خرج حديثه الجماعة رحمه الله.
وابن شهاب هو الذي قام بتدوين الحديث النبوي بأمر عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ لهذا يطلقون عليه ـ رحمه الله ـ أنه واضع علم الحديث رواية، ويقول السيوطي في ألفيته:
أول جامع الحديث والأثر ** ابن شهاب آمر له عمر
الخامس: حميد بن عبد الرحمن، وهو: حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.
عن أمه أم كلثوم بنت عقبة، وخاله عثمان، وطائفة.
وعنه ابنه عبد الرحمن، وابن أخيه سعد، والزهري.
وثقه أبو زرعة وقال: مات سنة خمس وتسعين، قاله الخزرجي في (خلاصة التذهيب).
وقال الحافظ في (التقريب): ثقة من الثانية.
وقال في (تهذيب التهذيب): إن كنيته أبو إبراهيم، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عثمان، وقال: قال العجلي وأبو زرعة وأبو خراش: ثقة.
وقال: توفى سنة 95 وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. انتهى.
وقد خرّج حديثه الجماعة.
السادس: صحابي الحديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، قال الحافظ في (التقريب): معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي أبو عبد الرحمن الخليفة، صحابي أسلم قبل الفتح، وكتب الوحي، ومات في رجب سنة ستين، وقد قارب الثمانين. انتهى.
وقال في (تهذيب التهذيب): أسلم يوم الفتح، وقيل: قبل ذلك، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، وأخته أم حبيبة.
وعنه جرير بن عبد الله البجلي، والسائب بن يزيد الكندي، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، وقيس بن أبي حازم، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وأناس آخرون ذكرهم في (تهذيب التهذيب)، ثم قال: ولاه عمر بن الخطاب الشام بعد أخيه يزيد، فأقره عثمان مدة خلافته، ثم ولي الخلافة.
قال ابن اسحاق: كان معاوية أميراً عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة. انتهى.
وقال في (الخلاصة): له مائة وثلاثون حديثاً، اتفقا ـ البخاري ومسلم ـ على أربعة، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة.
وقال الموفق ابن قدامة المقدسي في (لمعة الاعتقاد): ((ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين)).
وقال شارح الطحاوية: ((وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه، وهو خير ملوك المسلمين)) انتهى.
¥