تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث يفيد في حدود المدينة .... مهم لا يفوتنك]

ـ[وائل دخيل]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:39 ص]ـ

السلام عليكم

كنت مع بعض المشايخ الفضلاء وهو يتحدث عن حدود المدينة وبعض الإشكالات التي في ضبط الحدود على خلفية إرسال لجنة من كبار العلماء إلى المدينة للنظر في مسألة حدودها، وما حصل من جدال حول هذا الموضوع.

ولست بصدد الحديث عن هذا الموضوع، وبالتالي: فأنا لا أدافع عن أحد، ولكن الذي أردت، أن أفيد به الإخوة أن بعض المشايخ ذكر في الجلسة حديث صعود الدجال على جبل أحد وقد صححه طائفة من أهل العلم، وقد بحثته وإليك الخلاصة المعتصرة في ذلك وأعذروني على الاختصار مع اطلاعي على كثير من الأمور لكن أردت فقط الفائدة لمن يطلع عليه، فلم أقف بحسب علمي على من تحدث عنه هكذا.

الحديث

إليك السند في مسند أحمد

حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟، يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟، يَوْمُ الْخَلَاصِ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ ثَلاثًا فَقِيلَ لَهُ وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟ قَالَ: يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدًا فَيَنْظُرُ الْمَدِينَةَ فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ .... "

الحديث مداره على حماد بن سلمة، وقد اختلف عليه:

فأخرجه أحمد عن يونس بن محمد المؤدب

وحنبل في الفتن، وابن قانع في الصحابة من طريق حجاج بن المنهال

كلاهما، عن حماد، عن الجريري، عن ابن شقيق، عن محجن به.

وأخرجه الحاكم من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن ابن شقيق، عن محجن نحوه.

والثلاثة ثقات لكن ورواية الاثنين قاضية على رواية الواحد، ويقوي هذا أن مسلمًا أخرج حديثهما عن حماد بخلاف الأخير فيكون الوجه الأول أصح.

وقد توبع الجريري

فأخرجه ابن قانع من طريق كهمس، عن ابن شقيق، عن محجن نحوه

ثم أقول حديث صعود الدجال جبل أحد ضعيف لا يثبت بل منكر والأدلة:

1. عبدالله بن شقيق لم يسمع من محجن، وكذا قال الأرناؤوط في تحقيقه على مسند أحمد، وقد قال المزي: " وقيل: بينهما رجاء بن أبي رجاء".

ويؤكد هذا أنه لم يصرح بالسماع في شيء من الروايات التي وقفت عليها، ومما يدل على الانقطاع أن الإمام أحمد عقب هذا الحديث روى حديثًا عن ابن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي، عن محجن في الدجال قريباً من هذا وليس فيه الصعود من الدجال بل الذي صعد هو النبي r و ذكر حديثًا، وقد أخرج هذا الحديث أيضًا البخاري في الأدب المفرد. .

وقد ساق أحمد حديث رجاء عقب حديثنا وكأنه يعله به، وإن كانا حديثين.

ثم إن الحديث الذي فيه صعود النبي r قد رواه أيضًاحماد بن سلمة، عن الجريري، ورواه كهمس بن الحسن، كلاهما عن ابن شقيق عن محجن، وخالفهم أبو بشر جعفر بن أبي وحشية (من رواية شعبة وأبي عوانة) فرواه عن ابن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء، عن محصن، ولم يقع تصريح بالسماع بين ابن شقيق ومحجن في شيء من الروايات، بل الثابت كما في رواية شعبة التصريح بأخذ رجاء الحديث عن محصن.

وقد ذكر الإمام الدارقطني –رحمه الله- في العلل حديث صعود النبي r وساق الخلاف فيه، وصوب كونه عن رجاء عن محجن.

وكذا صوب أبو نعيم في معرفة الصحابة إسناد شعبة على رواية الجريري، وكهمس، أي: بذكر رجاء.

ورجاء بن أبي رجاء الباهلي لا يعتمد عليه، فقد قال ابن حجر عنه: مقبول.

أي حيث يتابع وهو قد انفرد بل لو قيل عنه: مجهول لم يبعد ذلك؛ فلم يرو عنه إلا ابن شقيق، ولم يوثقه إلا العجلي، وذكره ابن حبان في (الثقات) وقد عرف تساهلهما في توثيق المجاهيل، لكن قد علمتَ اصطلاحه في مقدمة التقريب ولهذا قال ما قال، وكلامه وجيه.

وعليه فممن الخطأ: إن الجريري وكهمس، هما من أسقط رجاء، وهو وَهم اتفقا عليه، وربما كان عبدالله بن شقيق يرسله أحيانًا، ويصله أخرى، وقد تقرر الأخذ بالإسناد الزائد وبخاصة إذا لم يصرح بالسماع في الإسناد الناقص، وكان من زاد ثقة.

2. نكارة هذه اللفظة المخالفة لكل الأحاديث الصحيحة المبينة نزوله بالجرف وعدم ذكرها للصعود على جبل أحد.

3. جاء معنى حديث الخلاص عند ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه وليس فيه الصعود

4. جبل أحد ثبتت محبته لنا ومحبتنا له وهو من جبال المدينة وهذا يبعد هذه اللفظة (فيصعد أحدًا) -فيما أفهم- إذ كيف يُمَكَّن الدجال من تدنيسه؟.

5. من صححه إنما تبع الإمام أبي عبدالله الحاكم –رحمه الله- حين صححه على شرط مسلم ولم يُدَقق بعده! فالحاكم رواه من طريق حماد، عن خالد الحذاء ولم يخرج أحد من الستة هذا الإسناد، والصواب هو إسناد الجريري، والله أعلم "

هذا ملخص لم أشأ الإطاله فيه، والله من وراء القصد، اللهم صلى وسلم على رسول الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير