تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكشف عن أوهام المتأخرين في طريقة عزْوِهم إلى تاريخ قزوين!

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - 01 - 10, 05:57 ص]ـ

قال في (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى):

( .............................. ..............................

[تنبيه مهم] قد رأيت الإمام الألباني قد جزم في الضعيفة [9/ 461]، بكون الرافعي قد أخرج هذا الحديث في (تاريخ قزوين)!

وظاهر صنيعه يوهم أن الرافعي قد أخرجه بسنده إلى أنس بن مالك به ... ! وليس من ذلك شيء!

وإنما علَّقه أبو القاسم القزويني! فقال في ترجمة: (غسان بن علي السيال): (سمع مع الخليل الحافظ علي بن أحمد بن صالح المقرئ سنة ست وسبعين وثلاثمائة حديثه عن أبي عبد الله محمد ابن مسعود ثنا سهل بن زنجلة ثنا إسحاق بن سليمان سمعت موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك به ... ) وساق الحديث.

فالجادة أن يُقال: أخرجه غسان بن علي السيال (فيما سمعه من علي بن أحمد بن صالح المقرئ) كما في (تاريخ قزوين). وهذا الذي فعلناه في تخريجنا للحديث هنا.

أو يُقال: علَّقه الرافعي في (تاريخ قزوين) من طريق فلان به ...

أو يقال: أخرجه الرافعي في (تاريخ قزوين) - مُعَلَّقًا - من طريق فلان به ...

وهذا الأمر: لم ينتبه له جماعة من كبار المتأخرين في كثير من تخاريجهم! فتراهم يعزون الحديث إلى الرافعي في (تاريخ قزوين) جازمين بكونه قد أخرجه!

وعند النظر في كلام الرافعي هناك: تراه قد رواه معلَّقا منسوبًا إلى من رواه من الحفاظ والمحدثين ومشيخة النَّقَلَة وحسب! دون أن يسوق سنده إليهم!

ولا ريب أن هذا من الأخطاء الدالة على قصور في التثبُّت، وقلةٍ في إمعان النظر وإنعامه!

وقد وقفتُ على نماذج كثيرة من هذا القبيل وقعتْ لجماعة من كبار المحدثين في الغابر واللاحق! ولا بأس إن ذكرتُ طرفًا من ذلك هنا فأقول:

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - 01 - 10, 05:58 ص]ـ

1 - قال الحافظ في ترجمة (مضاء بن الجارود) من اللسان [8/ 80/طبعة أبي غدة]: (رأيت له خبرا منكرا أخرجه الإمام الرافعي في تاريخ قزوين في ترجمة المحسن بن الحسين [كذا (الحسين!)! وعند الرافعي: الحسن] بن هبة الله بن علي بن محمد بن عمر أبو الفتح الراشدي قال حدثنا علي بن أحمد بن صالح قال حدثنا محمد بن مسعود بن الحارث بن حبيب الأسدي قال ثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن قال ثنا مضاء بن الجارود قال ثنا عبد العزيز بن زياد عن أنس رضى الله تعالى عنه رفعه أن يوشع دعا ربه فقال اللهم إني أسألك ... ) وساق الحديث.

هكذا أطلق القول بأن الرافعي أخرجه! وإنما علَّقه الرافعي تاريخه [4/ 64/الطبعة العلمية] فقال في ترجمة (المحسن بن الحسن الراشدي): (حدَّث عن علي بن أحمد بن صالح ثنا أبو عبد الله محمد بن مسعود بن الحارث بن حبيب الأسدي ..... ) وساق إسناده إلى أنس به ...

فالصواب أن يقال: أخرجه أبو الفتح الراشدي (فيما سمعه من علي بن أحمد بن صالح) كما في (تاريخ قزوين) من طريق علي بن أحمد بن صالح به ...

أو يقال: أخرجه الرافعي - معلقًا - من طريق أبي الفتح الراشدي به

أو نحو تلك العبارات الدالة على نسبة الحديث إلى من أخرجه على الجادة والحقيقة.

ولم أجد الحافظ قد أكثر من تلك الغفلة في كتبه! بل وجدته في مواطن أخرى قد فطن لهذا الأمر وقعد له!

فنقل عنه ابن عِراق في تنزيه الشريعة المرفوعة [2/ 456]: أنه (سُئِل هل يأتي الميت ملك اسمه رومان؟ فأجاب: بأنه ورد بسند فيه لين، وذكره الرافعي في تاريخ قزوين عن الطوالات لأبي الحسن القطان بسنده برجال موثقين إلى ضمرة بن حبيب قال: فتان القبر أربعة منكر ونكير وناكور وسيدهم رومان ... ).

فانظر إلى قوله: (ذكره الرافعي في تاريخ قزوين ... ) ولم يقل أخرجه الرافعي!

والأثر كذلك في تاريخ قزوين [3/ 346] في ترجمة (علي بن الحسن بن شمة) وفيها قال الرافعي: (سمع أبا طلحة الخطيب في الطوالات لأبي الحسن بسماعه منه ... ).

والأولى عندي أن يُقال: أخرجه أبو الحسن القطان في (الطوالات) كما في (تاريخ قزوين).

وقال الحافظ أيضًا في اللسان [1/ 536] في ترجمة (أحمد بن عصمة النيسابوري) بعد أن ساق له حديثًا موضوعًا! قال: (وهذا الحديث أورده الرافعي في تاريخ قزوين من رواية محمد بن مهران ثنا محمد بن عمر بن زنبور ثنا محمد بن السري بن عثمان ثنا أحمد بن عصمة ... ).

وهذا الخبر قد ذكره الرافعي في تاريخه [2/ 94] في ترجمة (محمد بن مهران بن أحمد أبي عبد الله) فقال: (رأيت بخط هبة الله ثنا الشيخ الجليل شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن مهران بن أحمد بقزوين في جامعها العتيق في صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ثنا ابن زنبور ثنا محمد بن السري بن عثمان ثنا أحمد بن عصمة بن نوح ... ).

وهذا وجادة كما ترى! ولأجل ذلك لم يقل الحافظ: (أخرجه الرافعي!) وإنما عدل عن ذلك إلى قوله: (ذكره الرافعي).

وقال الحافظ أيضًا في ترجمة (الفضل بن غانم الخزاعي) من اللسان [6/ 347 - 348] بعد أن ساق له حديثًا من رواية إبراهيم بن محمد المخرمي عنه، قال: (أورده الامام الرافعي في تاريخ قزوين في ترجمة أبي الفتح الراشدي من روايته عن محمد بن أيوب عن المخرمى .... ).

وهو كما قال، فالخبر قد علقه الرافعي في تاريخه [4/ 65] عن أبي الفتح الراشدي بإسناده به ...

فتأمَّل يقظة الحافظ هذه المرة وهو يعزو إلى (تاريخ قزوين)؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير