[" عطس نصراني طبيب عند أبي"]
ـ[أبومعاذ المصري]ــــــــ[04 - 02 - 10, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساق الإمام ابن ابي الدنيا في كتابه " مداراة الناس " هذا الحديث بسنده:
حدثني محمد بن عباد حدثنا زيد بن الحباب، عن محمد بن سواء أخبرني همام بن يحيى عن هشام بن عروة قال:
عطس نصراني طبيب عند أبي، فقال له: رحمك الله.
فقيل له: إنه نصراني.
قال أبي: رحمة الله على العالمين.
فما صحة هذا الأثر سندا ومتنا؟
وجزاكم الله خيرا
أبومعاذ أمجد خليفة المصري
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 05:03 ص]ـ
أخي الكريم أبو معاذ المصري ـ أسعد الله أيامك بالعلم والطاعة ـ:
أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً في كتاب الصمت، بنفس الإسناد:
حدثني محمد بن عباد بن موسى، حدثنا زيد بن الحباب، عن محمد بن سواء، قال: أخبرني همام بن يحيى، عن هشام بن عروة، قال: عطس نصراني طبيب عند أبي، فقال له: «رحمك الله. فقيل له: إنه نصراني. فقال: إن رحمة الله على العالمين».
وعلة الإسناد شيخ ابن أبي الدنيا محمد بن عباد بن موسى، وهو ابن راشد العُكْلي ـ بضم المهملة وسكون الكاف ـ، أبو جَعْفَر البغدادي، لقبه سَنْدُولا.
قال الحافظ في تهذيب التهذيب (7038):
" روى عنه: إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا ... وغيرهم.
قال إبراهيم بن الجنيد: سألت ابن معين عنه، فلم يحمد أمره، قلت: إنما أكتب عنه سمراً وعربية، فرخص لي فيه.
وقال ابن عقدة: في أمره نظر.
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: يخطىء أحياناً ".
وقال في التقريب (6789): "صدوق يخطىء ".
وبقية رجاله محتج بهم.
أما متنه:
فهو مخالف لحديث أَبِي مُوسَى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ، قال: " كَانَ الْيَهَودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَرْجُونَ أَنْ يَقول لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ الله. فيَقولُ: يَهْديكُمُ الله وُيصْلحُ بَالَكُمْ ".
أخرجه أحمد (4/ 40،411)، و البخاري في الأدب المفرد (719)، وأبو داود (5038)، والترمذي (2739)، و النسائي في عمل اليوم والليلة (232)، والحاكم في المستدرك (4/ 297)، وغيرهم.
قال الترمذي: " هذا حَدِيثٌ حسنٌ صحيحٌ ".
وقال الحاكم: " هذا حديث متصل الإسناد ".
وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل (1277)، وفي صحيح الأدب المفرد ص (348).
وهذا الحديث وإن كان خاص باليهود، فهم والنصارى ملة واحدة.
قال الحافظ في الفتح (12/ 249): " وأما من حيث الشرع فحديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت، لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال وهو الشأن ولا مانع من ذلك، بخلاف تشميت المسلمين فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار ".
وقال الصنعاني في سبل السلام (4/ 1971):
" لا يشمت غير المسلم كما عرفت، وقد أخرج أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة من حديث أبي موسى، قال: كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ـ يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله، فيقول: «يهديكم الله ويصلح بالكم». ففيه دليل أنه يقال لهم ذلك، ولكن إذا حمدوا ".
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (8/ 8): " ولا يقول لهم: يرحمكم الله، لأن الرحمة مختصة بالمؤمنين، بل يدعو لهم بما يصلح بالهم من الهداية والتوفيق والإيمان ".
وقال علي ملا قاري في مرقاة المفاتيح (8/ 498):
" لأن الرحمة مختصة بالمؤمنين، بل يدعو لهم بما يصلح بالهم من الهداية والتوفيق للإيمان. قال الطيبي: لعل هؤلاء هم الذين عرفوه حق معرفته لكن منعهم عن الإسلام إما التقليد وإما حب الرياسة، وعرفوا أن ذلك مذموم فتحروا أن يهديهم الله تعالى ويزيل عنهم ذلك ببركة دعائه اهـ. وفيه بحث لأنهم كانوا يرجون دعاءه بالرحمة لا بالهداية على ما سبق وإلا فدعاؤه بالهداية لجميع أمته قد وقع في قوله: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»، ولكن كما قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) [القصص 56] ففي الجملة دعوته مستجابة ".
والله تعالى أعلم.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:36 ص]ـ
بارك الله فيكم وزادكمم علماً ونفع بكم
ـ[أبومعاذ المصري]ــــــــ[04 - 02 - 10, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي ضيدان .. وزادك علما .. واعلى الله قدرك في الجنة ان شاء الله
بارك الله فيك
أبومعاذ أمجد خليفة المصري