تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال -رحمه الله-: والصواب التفصيل الذي ذكرته، و هو التفريق بين حديث العامة عنه و حديث العبادلة. و من هذا التفصيل يتبين لك وجه قول المناوي في شرح قول السيوطي في " الجامع الصغير ": ........ ووجهه أنه يحتمل أن يكون عند ابن مردويه من طريق غير العبادلة عن ابن لهيعة أو من طريق غيره من الضعفاء. وقال -رحمه الله-: أخرج له مسلم مقرونا. انظر "السلسلة الصحيحة" (2/ 220).

تنبيهٌ: قال الشيخ مقبل الوادعيّ -رحمه الله-: وأضاف بعضهم عبدالله بن مسلمة وليس بصحيح لأنه صغير، والصحيح أنه يضعف ابن لهيعة مطلقًا. انظر "المقترح". ثمّ ذكر أن جميع أحاديث ابن لهيعة " ضعيفة" وأن روايته عن "العبادلة" أحسن من غيرهم.

* وذكر المحدّث "سليمان العلوان" أن بعضهم أضاف: الليث وجماعة من القدامى وقال:

والصواب في ابن لهيعة أنه يُعتَبر في باب المتابعات والشواهد, ولا يُقبَل في الأحكام مطلقاً, سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. انتهى.

وقال الشيخ -حفظه الله- في الأسئلة الحديثية: ابن لهيعة ضعيف الحديث مطلقاً قاله البخاري، ويحى بن معين، وأبو حاتم وغيرهم وهذا المشهور عن أئمة السلف وأكابر المحدثين فلا يفرقون بين رواية العبادلة عن ابن لهيعة وبين رواية غيرهم وإن كانت رواية العبادلة عنه أعدل وأقوى من غيرها غير أن هذا لا يعني تصحيح مروياتهم فابن لهيعة سيئ الحفظ في رواية العبادلة عنه وفي رواية غيرهم والكل ضعيف وأقوى هذا الضعيف ما رواه القدامى عنه والله أعلم.

3 - ابن لهيعة سيءُ الحفظ وله أخطاء ومخالفات من اضطراب وتصحيف. قال الشيخ الألباني: حديث: عن أبى هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ودع أحدا قال: " أستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم عملك ".

جاء عن ابن لهيعة عن الحسن بن ثوبان عن موسى ابن وردان عنه.

وقد خالفه في متنه الليث ابن سعد و سعيد بن أبي أيوب عن الحسن بن ثوبان به بلفظ: "أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه" وهو أصح. حتى أنّ ابن لهيعة رواه بهذا اللفظ, فتبيّن خطؤه الأول. وقال -رحمه الله-: وابن لهيعة -عندنا- ضعيف لسوء حفظه، ولذلك ضعفه الجمهور، فلا حجة في روايته لهذه الرؤية، لا سيما إذا خالف لما سبق عن الإمامين ابن معين وأبي حاتم. انظر "السلسة الضعيفة" (2/ 46).

* وقد وجد من أحاديثِ ابن لهيعةَ هو فيها " مضطربٌ سنداً ومتناً " ووجدت له أحاديث هو فيها "مصحّفٌ سنداً ومتناً " منه أو من رواتِه. ومن أراد الأمثلة الكثيرة على ذلك فليراجع " الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات " للشيخ: طارق بن عوض الله.

* وأذكر مثالا واحدا على تصحيفه المتنَ: حديث زيد بن ثابت أن النبي صلي لله عليه وسلم " احْتَجَزَ في المسجد .... " صَحَّفَهُ ابن لهيعة فقال: " احْتَجَمَ في المسجد ... ". وغيرها ...

4 - خطأ إطلاق الضعف على ابن لهيعة. قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: إطلاق الضعف على ابن لهيعة و إسناد حديثه هذا، ليس بصواب فإن المتقرر من مجموع كلام الأئمة فيه أنه ثقة في نفسه، و لكنه سيىء الحفظ، و قد كان يحدث من كتبه فلما احترقت حدث من حفظه فأخطأ.

* و قد نص بعضهم على أن حديثه صحيح إذا جاء من طريق أحد العبادلة الثلاثة: عبد الله بن وهب، و عبد الله بن المبارك، و عبد الله بن يزيد المقرىء، فقال الحافظ عبد الغني ابن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح، ابن المبارك و ابن وهب و المقرىء.

و ذكر الساجي و غيره مثله. و نحوه قول نعيم بن حماد: سمعت ابن مهدي يقول:

" لا أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك و نحوه " و قد أشار الحافظ ابن حجر إلى هذا بقوله في " التقريب ": " صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، و رواية ابن المبارك و ابن وهب عنه أعدل من غيرهما ". إلى أن قال: و هذا تحقيق دقيق استفدناه من تدقيقات الأئمة في بيان أحوال الرواة تجريحا و تعديلا. انظر (السلسلة الصحيحة) (1/ 297).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير