[تخريج وتحقيق حديث صلاة الشكر، وبيان ضعفه.]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 08:52 م]ـ
عن عبد الله بن أبي أَوفَى ـ رضي الله عنه ـ، " أَن رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى، يوم بشر برأس أبي جهل، ركعتين ".
رواه ابن ماجة في السنن (2/ 510)، والدارمي في سننه (2/ 917)، والبزار في مسنده (8/ 295، 296)، وابن المنذر في الأوسط، وأبو يعلى في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 401)، والمطالب العالية (1/ 266) ـ وعنه ابن عدي في الكامل (3/ 1178) ـ، والعقيلي في الضعفاء (2/ 518)، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (2/ 238)، والبيهقي في دلائل النبوة، والمزي في تهذيب الكمال (22/ 354) من طريق سلمة بن رجاء، حدثتني شعثاء، عن عبد الله بن أبي أوفى به.
وفي رواية أبي يعلى وغيره: " رأيت رسول الله صلى الضحى ركعتين يوم فتح مكة، ويوم بُشّر برأسِ أبي جهل ".
وفي إسناده:
سَلَمَةُ بنُ رَجَاء، هو التميمي، أبو عبد الرحمن الكُوْفِي.
قال في الجرح والتعديل (4/ 160): " قال أبو زرعة: هو صدوق. وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس ".
وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 286).
قال ابن معين: " سلمة بن رجاء، كوفي ليس بشيء "، تاريخ الدوري (2/ 224)، (الجرح والتعديل (4/ 160).
وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين (ص 118): " ضعيف ".
وذكره العقيلي في الضعفاء (2/ 518) وأورد له هذا الحديث.
وقال ابن عدي في الكامل (3/ 1179) بعد أن روى له هذا الحديث وغيره: " أحاديثه أفراد وغرائب ويحدث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليها ".
وقال الدارقطني في سؤالات الحاكم ص (219): " ينفرد عن الثقات بأحاديث ".
وقال ابن حجر في التقريب (2490): " صدوق يغرب ".
وقال الذهبي في الميزان (1/ 445) بعد أن نقل كلام ابن عدي: " ومن ذلك: القواريري، حدثنا سلمة بن رجاء، حدثتنا شعثاء، قالت: رأيت ابن أبى أوفى يصلى الضحى ركعتين، فقالت له امرأته: ما صليتها إلا ركعتين. فقال: صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلاة الضحى ركعتين حين بشر بالفتح، وبرأس أبى جهل ".
وشعثاء، هي بنت عبد الله الأسدية الكوفية:
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 238): " شعثاء، ولم أجد من وثقها ولا جرحها ".
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 448): " شعثاء بنت عبد الله، لم أر من تكلم فيها لا بجرح ولا بتوثيق ".
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 608): " شعثاء الأسدية كوفية، عن ابن أبى أوفى، تفرد عنها سلمة بن رجاء ".
وقال ابن حجر في التقريب (8616): " لا تعرف ".
فالحديث ضعيف لا يصح:
قال البزار (8/ 295، 296): " وهذا الحدِيث لا نعلم أَحدا رواه بهذا اللفظ إلا ابن أَبي أَوْفَى، ولا نعلم له طريقًا إلا هذا الطريق ".
وقال العقيلي عقب تخريجه (2/ 518): " والحديث في صلاة الضحى ثابت عن أم هانىء، وصلاة ركعتين حين أتي برأس أبى جهل لا يعرف الا من هذا الطريق ".
وقال البوصيري في المصباح (1/ 448): " هذا إسناد فيه مقال ... ".
وقال في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 401): " سنده ضعيف، لضعف سلمة بن رجاء ".
وقال الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة ص (106): " ضعيف ".
فتحسين الحافظ له في التلخيص (4/ 96) فيه نظر.
قال ـ رحمه الله ـ: " ورواه بن ماجة من حديث بن أبي أوفى " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى يوم بشر برأس أبي جهل ركعتين " إسناده حسن، واستغربه العقيلي ".
فعلى هذا يتبين أن صلاة الشكر غير مشروعة لضعف الحديث الوارد فيها. والله تعالى أعلم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 02 - 10, 10:20 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 02 - 10, 12:18 ص]ـ
اخي ابراهيم هل لك اطلاع لم انكر الامام مالك سجدة الشكر واخذ بصلاة الشكر و الامام لايعرف السجدة ولم ينقل فيها العمل بل نقل الانكار علة من قال بها
ليتكم اخي الكريم تسعفوني بما في جعبتكم
بارك الله في الجميع
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 01:48 ص]ـ
فعلى هذا يتبين أن صلاة الشكر غير مشروعة لضعف الحديث الوارد فيها. والله تعالى أعلم.
صلاة الشكر من فضائل الاعمال التي يصلح الاحتجاج لها بمثل هذا الحدبث، وقد انكر مالك سجدة الشكر وتأول ما ثبت فيها من الاحاديث على ان المراد بها الصلاة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 06:25 ص]ـ
صلاة الشكر من فضائل الاعمال التي يصلح الاحتجاج لها بمثل هذا الحدبث، وقد انكر مالك سجدة الشكر وتأول ما ثبت فيها من الاحاديث على ان المراد بها الصلاة
أخي الكريم والفاضل الحبيب أبا العلياء الواحدي ـ حفظك الله وبارك فيك ـ:
- قولك: صلاة الشكر من فضائل الأعمال التي يصلح الاحتجاج لها بمثل هذا الحديث.
صلاة الشكر عبادة تحتاج لمشروعيتها والعمل بها إلى دليل صحيح صريح، شانها شأن أي عبادة يتقرب بها إلى الله.
وهذا هو الراجح الذي تميل إليه النفس في الخلاف في الاحتجاج بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
- الصحيح من حيث صحة الدليل أن سجود الشكر ثابت بخلاف الصلاة، جاء ذلك في عدة أحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها حديث أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أتاه أمر يسره خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى. رواه أبو داود (2774)، والترمذي (1578)، وابن ماجة (1394) من طريق بكار بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكرة، عن أبيه، عن أبي بكرة به.
قال الترمذي: " حديث حسن غريب .. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم رأوا سجدة الشكر .. ".
وحسنه الألباني ـ رحمه الله ـ لشواهده في إرواء الغليل (2/ 226، 230).
- قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (11/ 424): " لا أعلم أنه ورد شيء في صلاة الشكر، وإنما الوارد في سجود الشكر .. ".
- الخلاف الفقهي في المسألة طويل، وأنا اناقش المسألة من حديث ثبوت الدليل.
والله تعالى أعلم.
¥