تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على أنهم قد كانوا علموا في ذلك خلاف ما علمت ولولا ذلك لما أنكروا ذلك عليها وهذا الذي ذكرنا من النهى عن الصلاة على الجنازة في المسجد وكراهتها قول أبى حنيفة ومحمد وأبى يوسف رضي الله عنهم غير أن أصحاب الإملاء رووا عن أبى يوسف رضي الله عنه في ذلك أنه قال إذا كان مسجد قد أفرد للصلاة على الجنازة فلا بأس بأن يصلى على الجنائز فيه) انتهى.

وحديث عائشة رضي الله عنها جاء في صحيح مسلم ج2/ص668

وحدثني علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ لإسحق قال علي حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسي الناس ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد

973 وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة عن عبد الواحد عن عباد بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عائشة أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يمروا بجنازته في المسجد فيصلين عليه ففعلوا فوقف به على حجرهن يصلين عليه أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد فبلغ ذلك عائشة فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد

وحدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قالا حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه قال مسلم سهيل بن دعد وهو بن البيضاء أمه بيضاء.

فظاهر فعلها أنها حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاته على ابني بيضاء في المسجد وأما الصحابة الذين أنكروا عليها فقد خفيت عليهم السنة، وليس كما قال الطحاوي أنهم كانوا يرون أن الصلاة في المسجد نسخت فلو كان كذلك لبينوا لعائشة رضي الله عنها أنهم علموا بهذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم ثم بلغهم نسخه، ولكن ظاهر حالهم أنها خفيت عليهم السنة في ذلك وخفي عليهم الحديث فذكرتهم عائشة رضي الله عنها بذلك ولم ينكروا عليها بعد أن قالته لهم.

(وأما حديث أبي هريرة فقد أعله الإمام أحمد بتفرد صالح مولى التوأمة به ورواية ابن أبي ذئب عنه وقال ابن حبان خبر باطل وقال البيهقي هذا الحديث يعد في أفراد صالح، وحديث عائشة أصح منه، وصالح مولى التوأمة مختلف في عدالته كان مالك بن انس يجرحه، وقال ابن عبدالبر لايثبت حديث أبي هريرة، وقال ابن الجوزي لايصح) (حاشية مسند أحمد 15/ 454).

وصالح مولى التوأمة قد اختلط ولكن رواية ابن أبي ذئب عنه كانت قبل الاختلاط فيما ذكره عدد من أهل العلم كابن المديني ويحيى بن معين والجوزجاني وابن عدي.

وظاهر كلام أبي حاتم أن حديثه القديم لم يتميز من الجديد حيث قال أبو حاتم (واختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك).

وما قاله أبو حاتم رحمه الله له وجه قوي حيث أن هذا الحديث منكر وهو من رواية ابن أبي ذئب عنه صالح بن نبهان مولى التوامة، وقد صرح بذلك الإمام الخاري رحمه الله كما نقل عنه الترمذي في علل الكبير ص34 (وكان أحمد يقول من سمع من صالح قديما فسماعه حسن ومن سمع منه أخيرا فكأنه يضعف سماعه

قال محمد وابن أبي ذئب سماعه منه أخيرا ويروي عنه مناكير).

وقال في موضع آخر من علل الترمذي ص292

قال (الترمذي) قلت كيف صالح مولى التوأمة قال (البخاري) قد اختلط في آخر أمره من سمع منه قديما سماعه مقارب وابن أبي ذئب ما أرى أنه سمع منه قديما يروي عنه مناكير.

واستنكار الإمام أحمد لهذا الحديث وتعليله له بتفرد صالح مولى التوأمة به يؤيد قول البحاري في ذلك.

فهذا الكلام على حديث أبي هريرة من ناحية الرواية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير