تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 02 - 10, 03:42 م]ـ

بارك الله في الدكتور أبي جعفر.

الطريق الثالث: سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن سليمان بن أذنان، عن علقمة، عن عبد الله.

أخرجه ابن ماجه في السنن ج2 ص812 ح2430 قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا يعلى، حدثنا سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، قال: كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم إلى عطائه، فلما خرج عطاؤه تقاضاها منه، واشتد عليه، فقضاه. فكأن علقمة غضب، فمكث أشهرا ثم أتاه، فقال: أقرضني ألف درهم إلى عطائي، قال: نعم وكرامة، يا أم عتبة، هلمي تلك الخريطة المختومة التي عندك، فجاءت بها، فقال: أما والله إنها لدراهمك التي قضيتني، ما حركت منها درهما واحدا، قال: فلله أبوك، ما حملك على ما فعلت بي؟ قال: ما سمعت منك، قال: ما سمعت مني؟ قال: سمعتك تذكر عن ابن مسعود وذكر الحديث.

لعل صواب هذه الطريق: سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة.

لأن قيسًا لم يؤدِّ روايته عن علقمة بتحمُلٌ عن سليم بن أذنان -وهذا صواب اسمه-، وإنما يروي قيس قصةً وقعت لسليم هذا، وحكى فيها ما نقله علقمةُ عن ابن مسعود، فهي رواية لقيس عن علقمة.

وهاهنا تخريج مرتَّب للحديث، ودراسة لأسانيده، أرجو أن فيها فائدة، وإنما هي للمطارحة والمباحثة والمدارسة العلمية:

جاء الحديث من طريق علقمة والأسود والربيع بن خثيم عن ابن مسعود:

الطريق الأولى: طريق علقمة عن عبدالله بن مسعود:

جاء من طريق خمسة رواة عن علقمة:

1 - قيس بن رومي عن علقمة:

# التخريج:

أخرجه ابن ماجه (2430) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو يعلى (5030)، والبيهقي في شعب الإيمان (3283)، والمزي في تهذيب الكمال (12/ 108)؛ من طريق عمر بن علي، والخرائطي في مكارم الأخلاق (126) من طريق محمد بن عبيد، والشاشي (333) من طريق عبدالرحمن بن هانئ، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (465) من طريق مالك بن زياد عن مندل بن علي، والبيهقي في السنن (5/ 353) والشعب (3282) من طريق عيسى بن يونس؛ جميعهم (يعلى وعمر بن علي ومحمد بن عبيد وعبدالرحمن بن هانئ، ومندل وعيسى) عن سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، قال: كان سليم بن أذنان يُقرض علقمةَ ألف درهم إلى عطائه، فلما خرج عطاؤه تقاضاها منه واشتد عليه، فقضاه، فكأن علقمة غضب، فمكث أشهرًا ثم أتاه، فقال: أقرضني ألف درهم إلى عطائي، قال: نعم، وكرامة، يا أم عتبة هلمي تلك الخريطة المختومة التي عندك، فجاءت بها، فقال: أما والله إنها لدراهمك التي قضيتني، ما حركت منها درهمًا واحدًا، قال: فلله أبوك! ما حملك على ما فعلت بي؟ قال: ما سمعت منك، قال: ما سمعت مني؟ قال: سمعتك تذكر عن ابن مسعود، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين إلا كان كصدقتها مرة»، قال: كذلك أنبأني ابن مسعود.

هذه السياقة التامة ليعلى بن عبيد، واختصره الآخرون فلم يذكروا القصة، وقد وقع عند بعضهم في اسم صاحب القصة: سليمان بن أذنان، وهو تصحيف -كما قرر الحافظ في تعجيل المنفعة (ص530) -.

إلا أن:

عبدالرحمن بن هانئ، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عبيد؛ أدخلوا بين قيس وعلقمةَ: سليم بن أذنان -صاحب القصة-، فجعلوا قيسًا يروي عنه عن علقمة، وفعل ذلك مندل بن علي، وزاد إسقاط قيس بن رومي من الإسناد.

وأما عمر بن علي فوافق يعلى بن عبيد في جعله عن قيس عن علقمة.

# الدراسة:

مدار هذه الطريق على سليمان بن يسير، واختُلف عنه:

- فرواه يعلى بن عبيد وعمر بن علي عنه، عن قيس بن رومي، عن علقمة، عن ابن مسعود،

- ورواه عبدالرحمن بن هانئ، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عبيد؛ عن سليمان بن يسير، عن قيس، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن ابن مسعود،

- ورواه مثلهم مندل بن علي، إلا أنه أسقط قيس بن رومي.

فأما مندل؛ فهو ضعيف، وفي الإسناد إليه: مالك بن زياد أبو أحمد الكوفي، ولم أعرفه، ولعل إسقاط قيس بن رومي من النساخ، فإن قيسًا مشهور بهذا الحديث.

والوجهان عن سليمان بن يسير متقاربان، ويبدو أنه كان يسوق القصة فيجعله من رواية قيس عن علقمة، ويختصر الإسناد فيجعله من رواية قيس عن سليم عن علقمة، أو ربما كان هذا من اختصار من دونه من الرواة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير