تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تضعييف حديث: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)!]

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[20 - 02 - 10, 01:33 ص]ـ

قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/5698]:

(حدثنا بشر بن الوليد حدثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن المهاجر الشامي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

[5698]-[ضعيف]: أخرجه أبو داود [رقم/4029]، وابن ماجه [رقم/ 3606]، وأحمد [92/ 2، 139]، ومن طريقه ابن الجوزي في التلبيس [3/ 1158/طبعة دار الوطن]،والنسائي في الكبري [رقم/9560]، وأبو القاسم البغوي في (الجعديات) [رقم/2143]، والبغوي في شرح السنة [46/ 12]، والبيهقي في الشعب [8/رقم/5817 /طبعة الرشد]، وفي الآداب [رقم/ 484 /طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، والحسن بن إسماعيل الضراب في ذم الرياء [ص/142/رقم/48]، وأبو القاسم الرافعي في تاريخ قزوين [4/ 81 - 82/ الطبعة العلمية]- وعنده مُعلَّقًا - وغيرهم من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن مهاجر الشامي عن ابن عمر به .. وعند أبي داود: (ثوبًا مِثْلَه) بدل: (ثوب مذلة).

قلت: وفي سنده شريك القاضي الإمام الفقيه العَلَم، لكن في حفظه مقال معروف قد سارتْ به الرُّكْبان، وتناقلتْه الأزمان تِلْوَ الأزمان!

لكنه لم ينفرد به، بل تابعه أبو عوانة - الثقة الحجة - عن عثمان بن أبي زرعة عن المهاجر الشامي عن ابن عمر مرفوعًا: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) أخرجه أبو داود [رقم/4029، 4030]، وابن ماجه [رقم/3607]، من طرق عن أبي عوانة به ...

ولفظ أبي داود في آخره: (ثم تلهب فيه النار) وفي رواية له قال: (ألبسه الله يوم القيامة ثَوْبًا مِثْلَهُ) بدل: (ألبسه الله ثوب مذلة).

وهذا إسناد حسن إن شاء الله، وقد حسَّنه جماعة من أهل العلم في السابق واللاحق.

فقال: ابن مفلح في الآداب الشرعية [3/ 513/طبعة الرسالة]: (إسْنَادُهُ جَيِّدٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ ... ). وقال في موضع آخر [3/ 497]: (حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ ... ).

وقال المنذري في الترغيب [83/ 3]: (رواه ابن ماجه بإسناد حسن ... ).

وأشار ابن القطان الفاسي إلى تحسينه في بيان الوهم [3/ 297].

وتابعه على تحسينه: السخاويُ في المقاصد [ص/ 668/طبعة دار الكتاب العربي].

وقال ابن طولون في الشذرة في الأحاديث المشتهرة [2/ 191]: (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عمر مرفوعًا بسند حسن ... ).وقال المناوي في التيسير [2/ 856/طبعة مكتبة الشافعي]: (إسناده حسن).وقال الشوكاني في الدراري المضية [ص/ 80]: (أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي بإسناد رجاله ثقات من حديث ابن عمر). ومثله قال في (نيل الأوطار).

قلت: وليس في رجاله من يُنْظَر في شأنه سوى: (مهاجر الشامي) وحده!! فهو مهاجر بن عمرو النبال الشامي، روى عنه جماعة أكثرهم ثقات مشاهير، وقد ذكره ابن حبان في الثقات [428/ 5]، ولم يغمزه أحد من المتقدمين فيما أعلم!!

ثم جاء الحافظ وقال في ترجمته من (التقريب): (مقبول) يعني إذا توبع؛ وإلا فلَيِّن!! كما نص على ذلك في ديباجة (تقريبه) ولا يُوافق عليه بشأن هذا الرجل!!

بل التحقيق: أنه شيخ صدوق مقبول الرواية إن شاء الله، فالحديث ظاهره الاستقامة لولا أن معلول!

فقد سئل أبو حاتم الرازي عن هذا الحديث من رواية شريك القاضي عن عثمان بن أبي زرعة عن مهاجر الشامي عن ابن عمر به ... ؟! فقال كما في العلل [رقم/ 1471]: (هذا الحديث موقوفًا أصح!!)

وهو كما قال، وإنما كان الموقوف أصح لأمرين:

1 - أولهما: أن عثمان بن أبي زرعة قد خُولِف في رفعه!! خالفه الليث بن أبي سليم!! فرواه عن مهاجر الشامي قال: قال ابن عمر: (من لبس رداء شهرة أو ثوب شهرة ألبسه الله نارًا يوم القيامة) هكذا رواه موقوفًا على ابن عمر قولَه!! أخرجه ابن أبي شيبة [رقم/25266]، من طريق ابن علية عن ليث عن المهاجر به ...

وهذا إسناد صحيح إلى الليث، وقد تُوبع عليه ابن علية:

تابعه: حماد بن سلمة عن ليث عن مهاجر عن ابن عمر قال: (من لبس ثوبًا مشهورا أذلَّه الله يوم القيامة). أخرجه ابن الجوزي في التلبيس [3/ 1156/طبعة الوطن] من طريق البخاري عن أبي سلمة التبوذكي عن حماد به ...

وهكذا رواه أبو معاوية الضرير عن مهاجر بن عمرو عن ابن عمر قال: (من لبس شهرة من الثياب ألبسه الله مذلة). أخرجه هناد في الزهد [2/رقم/840]، ومن طريق ابنُ الجوزي في التلبيس [3/ 1160/طبعة دار الوطن]، وابن أبي شيبة [رقم/25778/طبعة عوامة]، وغيرهم.

ووقع عند ابن أبي شيبة (عَن مُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ)! بدل (مهاجر بن عمرو)

ومهاجر أبو الحسن هذا: ثقة مشهور من رجال الجماعة إلا ابن ماجه.

وأنا أخشى أن يكون اسم أبيه جاء محرَّفًا في سند عبد الله بن محمد العبْسي؟!

فإني أستبعد أن يكون قد اخْتُلِفَ على ابن خازم في سنده!؟

ولعلَّ الليث كان ربما أخطأ في اسم شيخه!

تابع البقية ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير