ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 07:46 م]ـ
موفق إن شاء الله في التبليغ.
أنا أعلم بحمد الله هذا الامر أي: ترجيح الائمة لطريق دون الاخرى لا يعني تصحيحه للحديث , كقولهم في حديث معين (هذا أحسن شيئ في هذا الباب) أو (أصح شيئ في هذا الباب) لا يعني أن الحديث صحيح , أعلم هذا بحمد الله و فضله.
لكنني كنت أتسائل مجرد تسائل لم لم يذكر ذلك , و أظنه رحمه الله ربما اتكل على اشتهار ذلك أي: ان ابن ابي الهذيل لم يسمع من ابي بكر , و الله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:09 م]ـ
بارك الله فيكم.
ما أقوله: أن الدارقطني لم يُرِد أن ابن أبي الهذيل لم يسمع هذه الرواية من أبي بكر؛ لم يتطرق لقضية الانقطاع، سواء في هذه الرواية أو في غيرها.
وإنما كان يبحث في مسألة رواية الراوي عن الشخص، ورواية الراوي لقصَّته، وهي أدقُّ من مسألة الانقطاع.
وأعود فأقول:
إنه لو كان قول الدارقطني: "مرسلاً" يعني عدم سماع ابن أبي الهذيل هذه الرواية من أبي بكر؛ ما كان له أن يحكم بذلك على الوجه الثاني دون الأول؛ لأن كلاًّ منهما -على هذا التفسير- روايةٌ لابن أبي الهذيل عن أبي بكر؛ فليكن الجميع "مرسلاً".
وإنما كان الدارقطني يبيِّن أن:
الوجهَ الأول صورته: روايةٌ تحمَّلها ابن أبي الهذيل من أبي بكر، ورواها عنه،
والوجهَ الثاني صورته: روايةٌ حكاها ابن أبي الهذيل من تلقاء نفسه؛ قصةٌ وقعت بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعند التحقيق يكون ابنُ أبي الهذيل يروي الحديثَ في هذا الوجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة؛ "مرسلاً" -كما قال الدارقطني-.
ولا يُقال في الوجه الثاني: إنه منقطعٌ لم يسمعه ابن أبي الهذيل من أبي بكر؛ لأنه أصلاً لم يروِ شيئًا تحمَّله من أبي بكر، ولم يكن يُسند عنه، بل كان يُسند عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولما كان الأمر كذلك، وكان الوجه الثاني راجحًا للقرائن الحافة به؛ لم يكن الدارقطني بحاجةٍ للتطرُّق إلى سماع ابن أبي الهذيل من أبي بكر (سواء هذه الرواية أو غيرها)، ولم يكن بحاجةٍ للإعلال به؛ لأنه ليس بعلَّةٍ هنا.
هذا ما بدا لي، والله أعلم.
ـ[حسين الحبشي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:36 م]ـ
لكن الدارقطني يشير إلى ملمح دقيق:
فإن زياد البكائي وأبا كدينة روياه عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل، عن أبي بكر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذا بجعله من رواية ابن أبي الهذيل وتحمُّله عن أبي بكر -رضي الله عنه-.
وأما أبو يحيى التيمي وجرير بن عبد الحميد وغيرهما؛ فرووه عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل، أن أبا بكر سأل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ... ، وفي رواية: عن ابي أبي الهذيل، قال: سأل أبو بكرٍ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ... ، فجعله من رواية ابن أبي الهذيل وحكايته للقصة الواقعة بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر -رضي الله عنه-، وهذا ما لم يدركه ابن أبي الهذيل، وهو مقصود الدارقطني بكونه "مرسلاً"، وهو الأصح روايةً عن ابن أبي الهذيل.
والفرق بين الوجهين أن الأول ربما اختُلف في اتصاله وانقطاعه حسب الأقوال الواردة في تلك الرواية، وأما الثاني؛ فهو منقطعٌ جزمًا.
والله أعلم.
وإنما كان الدارقطني يبيِّن أن:
الوجهَ الأول صورته: روايةٌ تحمَّلها ابن أبي الهذيل من أبي بكر، ورواها عنه،
والوجهَ الثاني صورته: روايةٌ حكاها ابن أبي الهذيل من تلقاء نفسه؛ قصةٌ وقعت بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعند التحقيق يكون ابنُ أبي الهذيل يروي الحديثَ في هذا الوجه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة؛ "مرسلاً" -كما قال الدارقطني-.
ولا يُقال في الوجه الثاني: إنه منقطعٌ لم يسمعه ابن أبي الهذيل من أبي بكر؛ لأنه أصلاً لم يروِ شيئًا تحمَّله من أبي بكر، ولم يكن يُسند عنه، بل كان يُسند عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولما كان الأمر كذلك، وكان الوجه الثاني راجحًا للقرائن الحافة به؛ لم يكن الدارقطني بحاجةٍ للتطرُّق إلى سماع ابن أبي الهذيل من أبي بكر (سواء هذه الرواية أو غيرها)، ولم يكن بحاجةٍ للإعلال به؛ لأنه ليس بعلَّةٍ هنا.
جزاكم الله خيرا أخي محمد بن عبد الله فهذا ما تبين لي أيضًا من كلام الدراقطني.
وأرى أن الموضوع خرج من رواية ابن أبي الهذيل عن عمر إلى المراد من كلام الدارقطني في هذا الموضع أو إلى رواية ابن أبي الهذيل عن أبي بكر.
ـ[حسين الحبشي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:46 م]ـ
نص أبو زرعة الرازي على أن رواية ابن أبي الهذيل عن أبي بكر الصديق مرسلة كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص112): ((407 قال أبو زرعة: عبدالله بن أبي الهذيل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسل)).
وكذا قال البزار في مسنده (1/ 164): ((وهذا الحديث إنما أمسكنا عنه لأن ابن أبي الهذيل لم يسمع من أبي بكر))
ولم أقف حتى الآن على من أثبت سماع ابن أبي الهذيل من أبي بكر الصديق.
لكن المسألة المفروضة هي في سماع ابن أبي الهذيل من عمر، مع وجود الإسناد الصحيح للسماع كما في الطبقات لابن سعد والتاريخ الكبير للبخاري. ونفي السماع من ابن الجوزي والذهبي. ولم أجد من نفى السماع غيرهما.
وللفائدة ينظر هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=334501#post334501
فالأمر كما قال الشيخ محمد خالد حفظه الله، ابن أبي الهذيل لم يسمع من أبي بكر، بتنصيص من أبي زرعة والبزار وتابعهما على ذلك عدد من أهل العلم.
والمسألة المطروحة الآن هي مسألة سماعه من عمر، فلم ينفي السماع غير ابن الجوزي والذهبي فيما وقفت، في مقابل الأسانيد الصحيحة التي فيها التصريح بالسماع، وقد بينت عدد من القرائن الأخرى في الرابط المشار إليه، منها ما ذكره أخونا أبو القاسم البيضاوي.
¥