وأخرج أبو زرعة في تاريخه ثني الخطاب بن عثمان الفوزي ثنا إسماعيل بن عياش قال قال شرحبيل بن مسلم: ختنت في خلافة عبد الملك قال فدخل علي خالد بن عبيد الله السلمي فقال أبشر يا ابن أخي فقد طهرك الله وسنده صحيح
وأخرج ابن أبي الدنيا في العيال ثنا داود بن عمرو الضبي ومحمد بن عبد الله المديني ثنا إسماعيل بن عياش حدثني شرحبيل بن مسلم الخولاني قال: دخل علي خالد بن عبيد الله الملائي وقد ختنت فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم قال لي أبشر يا ابن أخي فقد طهرك الله لقد بلغني أن الحجر يتنجس من بول الأقلف أربعين صباحا [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2) وسنده صحيح أيضا
أقول: شرحبيل ختن في خلافة عبد الملك بن مروان وقوله عن خالد فمسح رأسي ودعا لي بالبركة يبين أنه كان صغيرا والعرب على عادتهم كانوا يختنون الرجل قبل الإدراك فقد خرج البخاري في الصحيح وغيره من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال سئل ابن عباس مثل من أنت حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا يومئذ مختون قال وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك
وعبد الملك بايعه أهل الشام سنة أربع وستين وقيل خمس وستين حين مات أبوه وكانت الجماعة على عبد الملك سنة ثلاث وسبعين وتوفي عبد الملك يوم الخميس للنصف من شوال سنة ست وثمانين فكاننت خلافته ثلاث عشرة سنة وخمسة أشهر
أقول: لو فرض أن شرحبيل بن مسلم ختن في أول سنة بويع لعبد الملك فيها سنة أربع وستين وله من العمر أربع عشرة سنة لكانت سنه يوم مات ثوبان أربع سنين ومثله لا يصح له إدراك ولا سماع ويستأنس لذلك أيضا بما صح عن إسماعيل بن عياش قال أخبرني شرحبيل بن مسلم قال أدركت خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واثنين قد أكلا الدم في الجاهلية ولم يصحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفون شواربهم ويعفون لحاهم أبا أمامة وعبد الله بن بسر وعتبة بن عبد السلمي - يعرف بعتبة بن الدر - والمقدام بن معدي كرب وأبا عنبة الخولاني وأبا فالج الأنصاري قلت لشرحبيل كيف رأيتهم يأخذون شواربهم؟ قال مع أطراف الشفة ولا يلحفون
أقول: هذا ليس نصا لأنه قيد إدراكه هؤلاء أنهم يحفون شواربهم ويعفون لحاهم وهو المقصود من ذكره هذا الخبر وليس مراده حصر من أدركهم من الصحابة فلا يمنع أن يدرك غيرهم لا يفعلون مثل فعلهم رضي الله عنهم أجمعين
هذا ما تيسر لي جمعه في هذا الخبر وإن كان لأحد الإخوة الكرام فضل علم في سماع شرحبيل من ثوبان رضي الله عنه فليتحفنا به وإني له سلفا لمن الشاكرين وأسأل الله الكريم أن يغفر لي خطئي وزللي إنه غفور بر كريم قاله وكتبه أبو صهيب الجزائري
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) رواية البغوي وردت في المطبوع مصحفة سقط منها كلمات لم يستدركها المحقق مع أن الخبر منثور في كتب كثيرة؟!
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2) في المطبوع أن تنتن صناجا؟ ولا معنى له وإنما صوبته من لفظ حديث واه ورد في ذلك والله أعلم
ـ[الدارقطني]ــــــــ[27 - 02 - 10, 08:45 م]ـ
جزاك ربي الجنة، فقد استفدت من تخريجك، حفظك الله.
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[28 - 02 - 10, 12:22 ص]ـ
آمين أخي الحبيب جمعنا الله وإياكم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى ووهبك فهم الحافظ الدارقطني ونقده
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[28 - 02 - 10, 12:35 ص]ـ
تتمة تخريج: قوله " طوبى لمن خزن لسانه ... " ورد من كلام المسيح ابن مريم عليه السلام
أخرجه ابن المبارك في الزهد ووكيع في الزهد وعنه أحمد في الزهد
وأخرجه هناد بن السري في الزهد عن قبيصة
وأخرجه أحمد في الزهد ثنا إسحاق بن يوسف
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ثنا علي بن حرب ثنا محمد بن عمارة القرشي خمستهم قالوا ثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى عليه السلام: «طوبى لمن خزن لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته»
ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن حبان في روضة العقلاء وابن طبرزد في منتقى من حديث ابن مخلد وغيره وابن عساكر في تاريخه ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت وابن عساكر في تاريخه ومن طريق الخرائطي أخرجه ابن عساكر أيضا في تاريخه
وهذا إسناد صحيح غاية إلى سالم