وروى بكر بن وائل، والزبيدي، ومحمد بن أبي حفص، وسفيان بن حسين، ووهيب، عن معمر، فقالوا كلهم: عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما من وقفه فابن عيينة، ومعمر من رواية عبد الرزاق، وشعيب بن أبي حمزة).
وقال محمد بن يحيى الذهلي (السنن الكبرى للبيهقي-3/ 24): " هذا الحديث برواية يونس والزبيدي وابن عيينة وشعيب وابن أبي إسحاق وعبد الرزاق، عن معمر. أشبه أن يكون غير مرفوع.
وإنّه ليتخالج في النفس من رواية الباقين مع رواية وهيب عن معمر، والله اعلم ".
وقال النسائي (1/ 441): "الموقوف أولى بالصواب، والله أعلم".
وفي كتاب "العلل" للدارقطني (6/ 98 - 100 - سؤال1005) ما نصّه: (وسئل عن حديث عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث أو بواحدة فليفعل".
فقال: يرويه الزهري، واختلف عنه في رفعه:
فرواه بكر بن وائل والاوزاعي والزبيدي محمد بن أبي حفصة وسفيان بن حسين ومحمد بن إسحاق، عن الزهري مرفوعًا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-.
ورواه أشعث بن سوار عن الزهري فشكّ في رفعه.
واختلف عن يونس:
فرواه حرملة عن ابن وهب، عن يونس مرفوعاً.
وخالفه بن أخي ابن وهب، عن عمّه، عن يونس فوقفه.
وتابعه عثمان بن عمر، عن يونس.
واختلف عن معمر:
فرفعه عدي بن الفضل، عن معمر.
ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الاعلى وعبد الرزاق عنه.
واختلفعن بن عيينة فرفعه محمد بن حسان الازرق عنه.
ووقفه الحميدي وقتيبة وسعيد بن منصور.
والذين وقفوه عن معمر أثبت ممن رفعه).
قال عبدالرزاق الصنعاني في كتاب "المصنف": عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الانصاري قال: "الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل، ومن لم يستطع إلا أن يومئ إيماء فليفعل".
يتبع إن شاء الله تعالى ......
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 03 - 10, 04:40 م]ـ
8 - قال ابن ماجة (ح1894): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ أَقْطَعُ ".
قلت: هذا الحديث ضعيف، والصواب أنّه مرسل: "الزهري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ":
ففي كتاب "العلل" للدارقطني (8/ 29 - 30 - سؤال1391) ما نصّه: (وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ، أَقْطَعُ ".
فَقَالَ: يَرْوِيهِ الْأَوْزَاعِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ:
فَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النِّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، كَذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْ قُرَّةَ.
وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرْسَلًا.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ -يُقَالُ لَهُ: الْوَصِيفُ-، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَالصَّحِيحُ عَنِ الزُّهْرِيِّ الْمُرْسَلُ).
وقال أبو يعلى الخليلي في كتاب"الإرشاد": " هذا حديث لم يروه عن الزهري إلا قرة، وهذا ليس عند عقيل ولا غيره من المكثرين من أصحاب الزهري ". -يعني موصولاً-.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب "التلخيص الحبير" (3/ 151): "حديث أبي هريرة:"كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم". أبو داود والنسائي وابن ماجة وأبو عوانة والدارقطني وابن حبان والبيهقي من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، واختلف في وصله وإرساله، فرجّح النسائي والدارقطني الإرسال".
تنبيه: أخذت هذه الفائدة من جزء حديثي "أحسن المقال في تخريج حديث كل أمر ذي بال" للشيخ عبدالرؤوف بن عبدالحنان الباكستاني.
يتبع إن شاء الله تعالى ............
¥