تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرجه مسلم 2523 من طريق أبي الزبير عن جابر قال: زعم أبو سعيد قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث فيقولون: هل تجدون فيكم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحداً رأى أحداً رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به" وهذا شامل أيضاً لكل الصحابة رضي الله عنهم.

ومن فضل الصحابة رضي الله عنهم أنهم أمنة للأمة، أخرج مسلم 2531 من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه (4) قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء فقال: " النجوم أمنة للسماء فإذا ذهب النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون".

وهذا أيضاً يشمل كل الصحابة رضي الله عنهم لأن الحديث عام في الصحابة ولم يخص أحداً منهم دون أحد.

ويؤيد ما تقدم ما رواه أحمد 4/ 363 والطبراني في الكبير 2438، والحاكم 4/ 80 وصححه، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 10/ 145 كلهم (5) من طريق عن الثوري عن الأعمش (6) عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة " (7).

قلت: وفي هذا الحديث ذكر الصحابة كلهم: المهاجرين والأنصار والطلقاء والعتقاء، وأنه عليه الصلاة والسلام أثبت لهم الولاية بعضهم مع البعض الآخر في الدنيا والآخرة.

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " والآخرة " تفيد صحة إسلامهم وإيمانهم وذلك أنه لم يثبت لهم الولاية في الدنيا فقط بل والآخرة. والله تعالى أعلم.

وهذا الحديث عمل بما جاء في كتاب الله تعالى في قوله: ? والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم} 74 {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم} 75 {? [الأنفال:74،75].

فتبين مما تقدم ثناء الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الصحابة كلهم رضي الله عنهم ولا شك أن الله تعالى بعلمه للغيب اختار أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم.

أخرج أحمد 36000، والبزار1816، والطبراني 8582 في الكبير وابن الأعرابي 860 في المعجم، والحاكم 3/ 78 وقال: صحيح الإسناد، والقطيعي في زوائد فضائل الصحابة 541، والبيهقي في المدخل كما في نصب الراية 4/ 133 كلهم من طريق أبي بكر بن عياش ثنا عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء (8).

الحواشي:

(1) لأن هناك من ينازع في فضل بعض الصحابة رضي الله عنهم، لذلك ذكرت النصوص التي تشمل الصحابة كلهم من حيث الفضل.

(2) أي في تفسير آية ?للذين أحسنوا …?.

(3) وأخرجه مسلم 2540 أيضاً من حديث أبي هريرة.

(4) أي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

(5) وقع في إسناد أحمد خطأ وهو: نسبة موسى بن عبد الله إلى هلال العبسي وجعلهم واحداً وقد نبه على هذا الهيثمي وابن حجر كما في إتحاف المهرة 4/ 56.

(6) رواه شريك كما عند أحمد 4/ 363، والطبراني 2456 فخالف فيه الثوري فرواه عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير، ولا شك أن رواية الثوري أصح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير