ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 11 - 10, 08:03 ص]ـ
332 - قال ابن ماجة (ح1581): حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ابْنِ مُعَانِقٍ أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النِّيَاحَةُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّ النَّائِحَةَ إِذَا مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ، قَطَعَ اللَّهُ لَهَا ثِيَابًا مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعًا مِنْ لَهَبِ النَّارِ ".
قلت: هكذا روى ابن ماجة هذا الحديث من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عَنْ ابْنِ مُعَانِقٍ أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فجعل معمر الواسطة بين: "يحيى بن أبي كثير" وبين: "أبي مالك الأشعري" راوياً واحداً وهو: " ابن معانق أو أبو معانق، عن أبي مالك الأشعري".
وخالف معمراً كل من: أبان بن يزيد العطار، وعلي بن المبارك فروياهُ عن: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فجعل أبان العطار وعلي بن المبارك الواسطة بين: "يحيى بن أبي كثير" وبين: "أبي مالك الأشعري" راويين اثنين وهما: "زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري".
أقول: رواية أبان العطار-أخرجها مسلم في "الصحيح"-، وعلي بن المبارك-أخرجها الحاكم في "المستدرك" -، وهي التي رَجَّحها الدارقطني وقال: "أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ":
ففي كتاب "العلل" للدارقطني (726 - 27 - سؤال1183) ما نصه: (وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ وَالنَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ. . ".
فَقَالَ: يَرْوِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ:
فَرَوَاهُ أَبَانُ الْعَطَّارُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ.
وَخَالَفَهُمَا مَعْمَرٌ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ مُعَانِقٍ أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ.
وَحَدِيثُ أَبِي سَلَّامٍ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ).
قال الإمام مسلم بن الحجاج في كتاب "الصحيح": حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا أبان بن يزيد.
ح وحدثني إسحاق بن منصور - واللفظ له - أخبرنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، أن زيدًا، حدثه أن أبا سلام، حدَّثه أن أبا مالك الأشعري، حدَّثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة ".
وقال: " النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب ".
وقال الحاكم النيسابوري في "المستدرك على الصحيحين": حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثناعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي أُمَّتِي أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسُوا بِتَارِكِيهِنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، فَإِنَّ النَّائِحَةَ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، فَإِنَّهَا تَقُومُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، ثُمَّ يَغْلِي عَلَيْهِنَّ دُرُوعٌ مِنْ لَهَبِ النَّارِ ".
قال الحاكم النيسابوري: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ أَبَانَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَهُوَ مُخْتَصَرٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِالزِّيَادَاتِ الَّتِي فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ مِنْ شَرْطِهِمَا ".
يتبع إن شاء الله تعالى ...............
¥