قال النسائي في العشرة بعد ذكر رواية يونس عقب رواية عبد الوهاب: يونس أثبت في الزهري وهذا إعلال لرواية عبد الوهاب
وقال الخطيب في الفصل نا أبو عبد الله القضاعي أنا أبو الحسين النيسابوري أنا أبو طاهر محمد بن أحمد القاضي قال قال لنا موسى بن هارون: وهذا حديث قد وقع فيه وهم غليظ والوهم فيه عندنا من عبد الوهاب والله أعلم لأن الدراوردي قد وافق يزيد بن الهاد فرواه عن عبد الوهاب كما رواه يزيد اهـ
قال الخطيب: وقد رواه نافع بن يزيد والليث بن سعد ورشدين بن سعد المصريون عن ابن الهاد ثم ساقها بأسانيده
أقول: فات الخطيب رواية عبد الله بن لهيعة المصري أيضا وقد تقدم تخريجها فلله الحمد والمنة
وساق ابن حبان هذا الحديث في منكرات عبد الوهاب [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1246761#_ftn1) من المجروحين وقال: وقد روى عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه قال ما سمعت النبي صلى الله عليه و سلم رخص في الكذب إلا في ثلاث الرجل يقول القول يريد به الإصلاح بين الناس والرجل يقول القول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها رواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عبد الوهاب بن أبي بكر عن الزهري وأما الناس فإنهم رووا هذا الخبر عن الزهري بإسناده عن حميد عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الكذاب الذي يصلح بين اثنين فينمي خيرا فقط هكذا رواه مالك ومعمر وعقيل ويونس
وقال الدارقطني في العلل: وروى هذا الحديث عبد الوهاب بن أبي بكر عن الزهري عن حميد عن أمه أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعده كذبا وذكر الثلاثة وهذا منكر ولم يأت بالحديث المحفوظ الذي عند الناس.
وأخرج الخطيب في الفصل للوصل بعد ذكر رواية يونس ومعمر المبينة للإدراج نا القضاعي أنا النيسابوري نا أبو طاهر القاضي قال قال موسى بن هارون: وهذا بين وأمر واضح أن آخر الحديث إنما هو من قول الزهري لا من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نصه عبد الوهاب بن رفيع نصا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلو أن عبد الوهاب روى عن الزهري عن حميد عن أمه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحديث الذي يرويه الناس عن الزهري ثم أدرج كلام الزهري في الحديث كان أيسر لأنه كان يكون وهما دون وهم ولكنه لم يرو كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصلا وروى كلام الزهري بإسناد حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء بوهم غليظ جدا وهو عندنا غير معتمد لما فعل من ذلك اهـ
أقول: كلام نفيس جدا من إمام مطلع غير قوله " ولكنه لم يرو كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصلا " فإن قصد أنه لم يروه مع كلام الزهري الذي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أي من روايته فصحيح صواب وإن قصد أنه لم يحدث به عن الزهري أصلا ففيه نظر
فقد أخرج الخطيب في الفصل للوصل نا أبو الحسن التككي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا يحيى بن عثمان نا رشدين عن يزيد بن الهاد عن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن حميد عن أمه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل حديث قبله قال: ليس بالكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيرا
أقول: رواية هذه موافقة لرواية الجماعة وهي صحيحة محفوظة عن ابن شهاب غير أنه خالف يونس ومعمرا والزبيدي وإسحاق وشعيبا وعمر وإسماعيل في قول ابن شهاب فنصه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخطأ ووهم والله أعلم
وقال الخطيب في الفصل للوصل: فأما قول موسى بن هارون إن يونس بن يزيد فصل بين الكلامين وبين أن قوله " ولم أسمعه ترخص " كلام ابن شهاب وأن معمرا رواه كذلك فلعمري إن الأمر على ما قال ويقوي في نفسي أن الصواب معهما والقول قولهما والله أعلم اهـ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1246761#_ftnref1) تقدم أن ابن حبان عد عبد الوهاب هذا ابن بخت المكي فوهم والصواب أنه ابن أبي بكر المدني لكنه أصاب في توهيمه لمخالفته الحفاظ من أصحاب الزهري
¥