تتمة:
قال الشيخ رحمه الله في الصحيحة عن رواية عبد الوهاب: لا وهم منه البتة فإنه ثقة صحيح الحديث كما تقدم وقد تابعه ثقتان ابن جريج وصالح بن كيسان واقتصر الأول منهما على الزيادة أيضا كما سبق بيانه فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رفع هذه الزيادة فصلها اثنان منهما عن أول الحديث ووصلها به الآخر وهو صالح فاتفاقهم حجة وذلك يدل على أنها مرفوعة ثابتة وأنها ليست مدرجة كما زعم الحافظ ويتعجب منه كيف خفيت عليه رواية ابن جريج فلم يذكرها أصلا وكيف اقتصر في عزوه رواية ابن رفيع على " فوائد ابن أبي ميسرة " وهي في " السنن " و " المسند "؟! اهـ
أقول: ولي هذا الكلام تعقيبات
1/ اتفق النسائي وابن حبان وموسى بن هارون والدارقطني والخطيب على وهم عبد الوهاب في هذا الحديث وإن كان ثقة فليس من شرط الثقة ألا يهم ووجه توهيمه أنه خالف من هو أثبت منه في الزهري وأكثر يونس بن يزيد ومعمر والزبيدي وإسحاق بن راشد وشعيب بن أبي حمزة وعمر بن قيس وإسماعيل بن عياش
2/ زعم الشيخ أن ابن جريج تابع عبد الوهاب وهذا من أوهامه فإن رواية ابن جريج واهية لم يسمعها من الزهري وإنما حدث بها عنه وقد احتمل موسى بن هارون أنه سمعها من عبد الوهاب أو بلغته عنه وليس ذلك ببعيد ويتعجب من الشيخ كيف خفيت عليه علة رواية ابن جريج
3/ أما متابعة صالح فالوهم فيها يسير لأنه روى قول الزهري بإثر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاشتبه عليه فنسبه إلى أم كلثوم بنت عقبة وقد روي عنه أيضا قول موافق لرواية الجماعة حكاه عنه الدارقطني والجماعة نسبوه إلى الزهري وهو الصحيح لأنهم أثبت منه في الزهري وأكثر
4/ وقوله " فاتفاقهم حجة وذلك يدل على أنها مرفوعة ثابتة وأنها ليست مدرجة كما زعم الحافظ " مردود باتفاق الجماعة يونس ومعمر ومن معهما على أنه من قول ابن شهاب وأنه مدرج في حديث من وصله بالحديث المرفوع وتنبه أن ابن جريج لم يتابعهما ثم ليت الشيخ أجاب عن وهم يونس ومعمر! في وقفهما هذا الحديث عن الزهري فإنه وقف على ذلك والله أعلم
هذا ما تيسر لي جمعه من طرق هذا الحديث وأرجو الله الكريم أن يغفر لي ما وقع فيه من سهو وخطأ وأرجو من الإخوة الكرام المشاركة في هذا الحديث تصويبا ونقدا وأنا لهم سلفا من الشاكرين والحمد لله رب العالمين قاله وكتبه الفقير إلى رحمة ربه الغني أبو صهيب عدلان بن محمد الجزائري كان الله له
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:53 ص]ـ
هاتوا مشاركاتكم يا أهل الحديث وخاصة شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 03 - 10, 06:12 م]ـ
ما شاء الله، أسأل الله أن يبارك فيكم، وينفع بكم.
* جهدتُ أن أقف على فوات تخريجٍ من مصدر من المصادر، فضلاً عن فوات تخريجِ طريقٍ ما؛ فلم أقدر، فالبحث متميز من ناحية جمع الطرق واستقصائها.
سوى أن طريق وهيب عن أيوب السختياني أخرجها أيضًا الدينوري في المجالسة (3206) عن إبراهيم بن دازيل، عن محمد بن عبدالله الرقاشي، عن وهيب، به.
وسوى أن في المجموع الذي مُسخ وأُخرج بعنوان (الفوائد لابن منده) = جزءًا باسم (الجزء فيه نسخة أبي صالح عبدالله بن صالح -كاتب الليث بن سعد المصري- عن عبدالله بن وهب، وأحاديث وفوائد)، أُسند فيه الحديثُ برقم (1631) من طريق الحسن بن عبدالرحمن الجرمي -كذا- ويحيى بن عثمان، كلاهما عن أبي صالح، عن الليث، عن يحيى بن أيوب، عن مالك، عن الزهري، به.
وسوى أن ابن عبدالبر أخرجه في الاستيعاب (4/ 1954) من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، به.
* قلتَ في رواية مالك عن الزهري:
أخرجه العطار في الرواة عن مالك نا أبو عبد الله الدقاق أنا أبو بكر النجاد ثنا محمد بن إسماعيل ستتهم قالوا ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث عن يحيى بن أيوب عن مالك بن أنس عن ابن شهاب به
والرشيد العطار في هذا الكتاب إنما جرَّد أسماء الرواة في كتاب الخطيب البغدادي الذي ألفه في الرواة عن مالك، وذكر في تجريده من حديث بعضهم مختصرًا، ناقلاً ذلك من كتاب الخطيب.
فالصواب أن يكون المخرِّج لهذه الطريق: الخطيب في الرواة عن مالك -كما في تجريده للرشيد العطار-، والشيخ في أول الإسناد (أبو عبدالله الدقاق) من مشايخ الخطيب، ترجمه في تاريخ بغداد (1/ 353، 354).
¥