تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما قوله: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أن آية ? إِن جَاءكُم فَاسِقٌ? نزلت فيه فالجواب عن ذلك أن أهل العلم مختلفون في ذلك وإن كان أكثرهم ذهب إلى ذلك ولكن خالفهم غيرهم ومنهم أبو عبد الله الحاكم كما تقدم نقل كلامه وأبو بكر الخطيب فقال كما في تاريخ ابن عساكر 17/ 870 ترجمة الوليد: أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه وهو طفل صغير وكان أبوه من شياطين قريش. وقال أبو نصر بن ماكولا نحو ذلك. اهـ. (14)

فالمسألة فيها خلاف بين أهل العلم والله تعالى أعلم.

وقد أخرج عبد بن حميد في تفسيره كما في الدر المنثور 7/ 557 عن الحسن أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني فلان – حياً من أحياء العرب وكان في نفسه عليهم شيء – قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله فلم يعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا خالد بن الوليد .. وذكر قصة طويلة. وهذا الخبر لا يصح أيضاً والشاهد منه أن في الخبر لم يذكر من الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم.

* وأما أبو الغادية الجهني فثبت أنه قتل عمار بن ياسر، فقد أخرج عبد الله بن أحمد (4/ 76) من طريق ابن عون عن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية فذكر قصة قتله لعمار.

وأخرجه البخاري في الأوسط (1/ 189) من طريق ابن عون به، وأخرج ابن سعد في الطبقات (3/ 260) قال أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي الغادية بالقصة، وأخرج الطبراني في الكبير (22/ 363) ثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قال ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم ثنا أبي قال كنت بواسط فذكر قصة قتله لعمار (15).

وأخرجه أيضاً (22/ 364) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا عبد الله بن كلثوم بن جبر قال سمعت أبي فذكر القصة بنحو ما تقدم.

أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1120) ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا مزيد (16) بن عامر الهنائي ثنا كلثوم بن جبر قال كنت بواسط فذكر ما تقدم.

وأخرجه البخاري في الأوسط (1/ 188) ثنا حرمي بن حفص ثنا مرثد بن عامر به و (1/ 271) ثنا قتيبة ثنا مرثد به.

قلت: هذه القصة تدور على كلثوم بن جبر وقد وثقه الجمهور وقال النسائي عنه: ليس بالقوي والإسناد إلى كلثوم صحيح، وقد جاء من طرق عنه كما تقدم وتابعه عند ابن سعد أبو حفص ولا أدري من هو.

وهناك جمع ممن يكنّى بهذه الكنية ولكن لم أقف على أحد منهم وذُكر أنه يروي عن أبي الغادية وعنه حماد بن سلمة (17).

وأما الشهادة له بالنار فقد أخرج أحمد (4/ 198) ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي الغادية قال: قتل عمار فأُخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن قاتله وسالبه في النار" فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله، قال: إنما قال: قاتله وسالبه.

أخرج هذا ابن سعد في الطبقات بنفس الإسناد كما تقدم، وهذا صحيح إلى أبي الغادية كما تقدم، لكن قوله: فأخبر عمرو بن العاص … هل يرويه أبو الغادية عن عمرو أو هو من رواية كلثوم بن جبر عن عمرو بن العاص؟ فإن كان الأول فهو صحيح كما تقدم وإن كان الثاني وهو الأقرب لأن فيه: فأُخبر عمرو، وفيه أيضاً قيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله. كأن هذا يفيد أن أبا الغادية لا يرويه عن عمرو ولذلك قال الذهبي في السير (2/ 544): إسناده فيه انقطاع.

ولعله يقصد بالانقطاع هو ما تقدم لأن كلثوم بن جبر لا يعرف له سماع من عمرو وإنما يروي عن صغار الصحابة ومن تأخرت وفاته منهم، بل يروي عن التابعين، وأبو الغادية يظهر أنه ممن تأخرت وفاته لأن البخاري في تاريخه ذكر أبا الغادية فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين، وذكره أيضاً فيمن مات ما بين التسعين إلى المائة ولذلك قال أبو الفضل بن حجر في تعجيل المنفعة 2/ 520: وعُمِّر عمراً طويلاً. اهـ. وكلثوم صرح بسماعه من أبي الغادية كما تقدم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير