تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث آخر: قال ابن سعد في الطبقات 3/ 251: أخبرنا إسحاق بن الأزرق أخبرنا عوف بن الأعرابي عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتل عمارأ الفئة الباغية " قال عوف: ولا أحسبه إلا قال: وقاتله في النار. اهـ.

قلت: هذه الزيادة لا تصح بل هي منكرة لأمرين:

1 - أن هذا الحديث جاء من طرق كثيرة من غير طريق عوف الأعرابي من حديث الحسن عن أمه عن أم سلمة عند مسلم وأحمد والطيالسي وابن سعد والبيهقي في السنن والدلائل والنسائي في الكبرى والطبرني في الكبير وأبو يعلى وابن حبان والبغوي في مسند علي بن الجعد والبغوي صاحب شرح السنة وليس فيها هذه الزيادة. بل أخرج الطبراني (23/ 363) في الكبير من حديث عثمان بن الهيثم وهوذة بن خليفة كلاهما عن عوف به وليس فيه هذه الزيادة.

والحديث أيضاً جاء عن صحابة آخرين ولا أعلم أنه جاء فيه هذه الزيادة.

2 - أن عوفاً شك في هذه الزيادة كما تقدم فكل هذا مما يبين نكارة هذه الزيادة وعدم صحتها.

طريق آخر أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 259 والحاكم في المستدرك 3/ 385،386 من طريق محمد بن عمر وهو الواقدي ثني عبد الله (21) بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عمرو بن العاص أنه قال لمن اختصم في قتل عمار: والله إن يختصمان إلا في النار. اهـ.

وهذا موقوف ومحمد بن عمر كما تقدم هو الواقدي.

والخلاصة أن الحديث المرفوع وهو " قاتل عمار في النار " في ثبوته نظر. والله أعلم.

وأما قصة قتل عمار من قبل أبي الغادية فهذا ثابت ولا شك أن هذا ذنب كبير ولكن لم يقل أحد إن الصحابة لا يذنبون ولا يقعون في الكبائر بل قال تعالى عن آدم عليه السلام: ?وعصى آدم ربه فغوى? [طه: 121]، وقال تعالى عن الأبوين ?قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين? [الأعراف: 23] إلى غير ذلك.

* وبهذا يجاب عن كركرة الذي كان على ثُقل النبي صلى الله عليه وسلم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو في النار ". فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلّها. أخرجه البخاري في صحيحه 2074.

وكذلك من وقع في الزنى أو شرب الخمر أو أصحاب الإفك يجاب عنهم بما تقدم.

* وأما الرجل الذي تزوج بامرأة أبيه فهذا لم يثبت أنه مسلم. قال أبو العباس بن تيمية كما في مجموع الفتاوي 20/ 91: حديث أبي بردة بن نيار لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى من تزوج امرأة أبيه فأمره أن يضرب عنقه ويخمس ماله، فإن تخميس المال دل على أنه كان كافراً لا فاسقاً وكفره بأنه لم يحرم ما حرّم الله ورسوله.

* وأما ما يتعلق بصفين وما جرى بين علي رضي الله عنه ومن معه ومعاوية رضي الله عنه ومن معه. فأقول وبالله التوفيق:

إن الله تعالى بين كل شيء نحتاج إليه في ديننا. قال تعالى: ? اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً? [المائدة: 3].

وأخرج أحمد 4/ 126 وابن ماجة (43) وابن أبي عاصم في السنة 33 و 48 و 56 و 1078 والطبراني في الكبير 18/ 619 وفي مسند الشاميين (2017) والآجري في الشريعة (88) وابن عبد البر 2/ 181 في جامع بيان العلم وفضله، كلهم من حديث معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية يقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: " تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك .. " وهو حديث صحيح.

وأخرج مسلم في صحيحه (2892) من حديث علباء بن أحمد ثني أبو زيد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا.

وأخرج البخاري (6604) ومسلم (2891) كلاهما من حديث الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظة ونسيه من نسيه. هذا لفظ مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير