و به، قال: أخبرنا العتيقى، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقى بها، قال: حدثنى أبى، قال حدثنا أحمد بن على بن سعيد القاضى، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأى أبى حنيفة، و قد أخذنا بأكثر أقواله. قال يحيى بن معين: و كان يحيى بن سعيد يذهب فى الفتوى إلى قول الكوفيين و يختار قوله من أقوالهم و يتبع رأيه من بين أصحابه.
و به، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن على، قال: سمعت حمزة بن على البصرى يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعى يقول: الناس عيال على أبى حنيفة فى الفقه.
و به، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن على بن محمد بن يوسف الواعظ، قال: حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق البخارى، قال: حدثنا عباس بن عزير أبو الفضل القطان، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعى يقول: الناس عيال على هؤلاء الخمسة: من أراد أن يتبحر فى الفقه فهو عيال على أبى حنيفة، قال: و سمعته ـ يعنى الشافعى ـ يقول: كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه، و من أراد أن يتبحر فى الشعر فهو عيال على زهير بن أبى سلمى، و من أراد أن يتبحر فى المغازى فهو عيال على محمد بن إسحاق، و من أراد أن يتبحر فى النحو فهو عيال على الكسائى، و من أراد ان يتبحر فى تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان.
و به قال: أخبرنا على بن المحسن المعدل، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدى، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثى البخارى ببخارى، قال: حدثنا أحمد بن الحسين البلخى، قال: حدثنا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو يقول: صلى أبو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن فى ركعة واحدة، و كان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه و حفظ عليه أنه ختم القرآن فى الموضع الذى توفى فيه سبعين ألف مرة.
و به، قال: أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن حمدان المهلبى ببخارى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا قيس بن أبى قيس، قال: حدثنا محمد بن حرب المروزى، قال: حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة، عن أبيه، قال: لما مات أبى سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فلما غسله قال: رحمك الله غفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة، و لم يتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، و قد أتعبت من بعدك و فضحت القراء.
و به قال: أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريرى أن النخعى حدثهم، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم، قال: حدثنا بشر بن الوليد، عن أبى يوسف،
قال: بينا أنا أمشى مع أبى حنيفة إذ سمعت رجلا يقول لرجل: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عنى بما لم أفعل، فكان يحيى الليل صلاة و دعاء و تضرعا.
و قال النخعى أيضا: حدثنا محمد بن على بن عفان، قال: حدثنا على بن حفص البزاز، قال: سمعت حفص بن عبد الرحمن يقول: سمعت مسعر بن كدام يقول: دخلت ذات ليلة المسجد، فرأيت رجلا يصلى، فاستمليت قراءته، فقرأ سبعا، فقلت
يركع، ثم قرأ الثلث، ثم النصف، فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله فى ركعة، فنظرت فإذا هو أبو حنيفة.
و قال النخعى أيضا: حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخى، قال: حدثنا إبراهيم بن رستم المروزى، قال: سمعت خارجة بن مصعب يقول: ختم القرآن فى ركعة أربعة من الأئمة: عثمان بن عفان، و تميم الدارى، و سعيد بن جبير، و أبو حنيفة.
قال: و قال إبراهيم بن مخلد: حدثنا أحمد بن يحيى الباهلى، قال: حدثنا يحيى ابن نصر، قال: كان أبو حنيفة ربما ختم القرآن فى شهر رمصان ستين ختمة!
و قال النخعى أيضا: حدثنا سليمان بن الربيع، قال: حدثنا حبان بن موسى،
قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها، فقالوا: أبو حنيفة. قال: و قال سليمان بن الربيع: سمعت مكى بن إبراهيم
يقول: جالست الكوفيين فما رأيت منهم أورع من أبى حنيفة.
¥