6 - أبو بكر بن عياش: أخرجها الترمذي في سننه عقب الحديث حيث قال: و روى أبو بكر بن عياش عن أبي إسحق عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شيبان عن أبي إسحق ولم يذكر فيه عن ابن عباس حدثنا بذلك هاشم بن الوليد الهروي حدثنا أبو بكر بن عياش. قلت: و قد ذكره ابن عياش أيضا مرسلا لكنه خالف معمرا حيث جعله من مرسل أبي إسحاق السبيعي أما ابن عياش فجعله من مرسل عكرمة، و هذا اختلاف أيضا
7 - إسرائيل: أخرجها ابن سعد (1/ 435) أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا شيبان وإسرائيل عن أبي إسحاق به، قلت: و قد تابع إسرائيل شيبان في هذا الطريق وحتى نحكم على صحة هذه المتابعة من عدمه ينبغي أن ندرس أمر اختلاط أبي إسحاق و رواية حفيده إسرائيل عنه.
* الكلام فى اختلاط أبي إسحاق السبيعي:
اختلف الأئمة فى القول باختلاط أبي إسحاق - فيما رأيت - على أربعة أقسام:-
القسم الأول: جماعة يوثقونه مطلقا و لا يصفونه بالاختلاط مثل يحيى بن معين و النسائي و العجلي و أبي حاتم
القسم الثاني: فريق آخر يقولون أن أبا إسحاق تغير فقط عندما تقدم في السن و لم يختلط و من هؤلاء الذهبي
القسم الثالث: قال باختلاطه لكنه خص بمن سمع منه بعد الاختلاط ابن عيينه فقط قاله ابن الصلاح
القسم الرابع: توسع البعض فيمن سمع من إبي إسحاق بعد اختلاطه و الظاهر أن الإمام أحمد ممن يقول بهذا الرأي و ذكر شيئا من ذلك ابن الكيال في الكواكب النيرات: و قال أحمد بن حنبل: ثقة، إلا الذين حملوا عنه إنما كان حملهم عنه بآخرة .... و روى عن أحمد أنه قال إذا سمعت الحديث عن زائدة و زهير فلا تبال أن لا تسمعه من غيرهما إلا حديث أبي إسحاق. و ذكر ابن الكيال ممن قيل فيهم أنهم سمعوا من أبي إسحاق بعد الاختلاط فقال: و قد ذكر ذلك عن إسرائيل بن يونس و زكريا بن أبي زائدة و زهير بن معاوية و في رواية زائدة بن قدامة
* سماع إسرائيل من أبي إسحاق السبيعي:
تبين من خلال البحث السابق أن إسرائيل بن يونس ممن تكلم في سماعهم من أبي إسحاق و يقوي هذا الرأي عندي ما يلي:
1 - ما نقله المزي في تهذيب الكمال عن صالح بن أحمد بن حنبل: قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين سمع منه بآخرة، تهذيب الكمال (2/ 519). و قال الفضل بن زياد: قلت لأبي عبد الله: من أحب إليك: يونس أو إسرائيل في أبي إسحق؟ قال: يونس، سير أعلام النبلاء (7/ 49)
2 - بالنظر في تواريخ المواليد و الوفيات و في عمر كلا من أبي إسحاق و حفيده إسرائيل يتبين لنا أن سماع إسرائيل من جده كان في شيخوخة جده
فبالجمع بين الروايات نجد أن أبا إسحاق ولد ما بين عامي 29 – 32 هـ و توفي ما بين 126 - 129 هـ و عمره ما بين 95 - 100. أما إسرائيل فولد سنة 100 هـ و مات سنة 160 أو 162 هـ و عمره نحو 60 سنة فلو افترضنا أن إسرائيل بدأ سماع الحديث و عمره خمسة عشر عاما أي نحو عام 115 هـ فسيكون عمر أبي إسحاق وقتها ما يقارب التسعين، و لا شك أن في هذا العمر التغير فيه محتمل فضلا عن الاختلاط
3 - اختلاف أصحاب أبي إسحاق في ضبط الحديث سندا و متنا
قلت: فإن قيل أخرج الشيخان من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق في صحيحيهما فلعل الشيخين قد انتقيا المستقيم من أحاديث إسرائيل عن جده و ما قد توبع عليه. ثم إن أخذنا بقول القائلين بتغير أبي إسحق دون اختلاطه فالذي تغير حفظه قد يضبط أحيانا و يخطئ أحيانا و لعل هذا الحديث مما أخطأ فيه أبو إسحاق
* إعلال ابن أبي حاتم و الدراقطني للحديث:
قال ابن أبي حاتم في العلل (5/ 89 - 90) و سئل أبي عن حديث أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال أبو بكر للنبي: ما شيبك؟ قال: شيبتني هود .. الحديث متصل أصح كما رواه شيبان أم مرسل كما رواه أبو الأحوص مرسل؟ قال: مرسل أصح، قال أبو محمد: قلت لأبي: روى بقية عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن ابن عباس عن أبي بكر عن النبي فقال: هذا خطأ ليس فيه ابن عباس.
و قال ابن أبي حاتم في موضع آخر (5/ 171) بعد أن ذكر بعض الوجوه من الاختلاف عن أبيه: رواه شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة أن أبا بكر قال للنبي و هذا أشبهها بالصواب و الله أعلم
قلت: و لم نقف على رواية شيبان المرسلة تلك. و لعل أبا حاتم يرى أن الصواب بدون ذكر ابن عباس كما روى بعض أصحاب أبي الأحوص عنه و أن إدراج ابن عباس في الإسناد من باب الوهم و الخطأ و قد يكون هذا الخطأ من أبي إسحاق نفسه لاختلاطه أو تغيره
أما الداراقطنى فى العلل (1/ 193: 210) فقد أورد أوجها من الخلاف كثيرة فى هذا الحديث ليبين بها مدى الاضطراب الحاصل فى رواية هذا الحديث