ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:02 م]ـ
تنبيه:
تقدم أن البزار قال بعد ذكر الحديث الأول " تفضل صلاة الجميع ... ": ولا نعلم روى عباد بن أوس عن أبي هريرة إلا هذا الحديث
وقال بعد الحديث الثاني " وكل خطوة ... ": ولا نعلم روى عباد بن أوس ولا عمار إلا هذا الحديث
أقول: الذي يظهر لي والله أعلم أن هذين الحديثين اللذين حدث بهما يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن الزهري " تفضل صلاة الجميع ... وكل خطوة ... " حديث واحد فرقه بعض الرواة
وشاهد ذلك أن الطبراني أخرج رواية معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير حديثا واحدا في مسند الشامين فقال ثنا أبو عامر محمد بن إبراهيم النحوي الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب ثني معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير به
وهذا السند رجاله إلى يحيى بن أبي كثير لا بأس بهم خلا شيخ الطبراني فله ترجمة في تاريخ دمشق ولم أجد أحدا ذكره بجرح أو تعديل وعلى كل هذا الحديث محفوظ إلى معاوية بن سلام فقد علقه عنه أبو حاتم فيما سبق ولم يسق لفظه لننظر أتام هو أم مقطع
الخلاصة أن الأوزاعي وحسينا المعلم وشيبان النحوي ومعاوية بن سلام يزيد بعضهم على بعض رووا عن يحيى بن أبي كثير أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان الزهري أخبره أن عباد بن أوس أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة يكتب له بكل خطوة حسنة ومحي عنه سيئة (وتفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة)
وهذا حديث صحيح ثابت عن أبي هريرة ورجال هذا الإسناد ثقات خلا عباد بن أوس فإنه ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في ثقاته لكنه لم يتفرد به عن أبي هريرة بل تابعه عليه جماعة من ثقات أصحاب أبي هريرة أبو صالح السمان وأبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وسلمان الأغر ونافع بن جبير مما يدل على أن عبادا حفظ هذا الحديث وهاك رواياتهم مقتصرا على ما ورد في الصحيحين فحسب
1/ أبو صالح السمان
رواه أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه وتصلي - يعنى عليه - الملائكة ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه»
أخرجه البخاري في الصحيح ثنا مسدد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح به
2/ سعيد 3/ وأبو سلمة
رواه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا»
أخرجه البخاري في الصحيح
وأخرجه مسلم في الصحيح ثني أبو بكر بن إسحاق قالا ثنا أبو اليمان نا شعيب عن الزهري ني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن به
4/ سلمان الأغر
رواه سلمان الأغر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الجماعة تعدل خمسا وعشرين من صلاة الفذ»
أخرجه مسلم في الصحيح ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ثنا أفلح عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن سلمان به
5/ نافع بن جبير
قال ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنه بينا هو جالس مع نافع بن جبير بن مطعم إذ مر بهم أبو عبد الله ختن زيد بن زبان مولى الجهنيين فدعاه نافع فقال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده»
أخرجه مسلم في الصحيح ثني هارون بن عبد الله ومحمد بن حاتم قالا ثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرنى عمر بن عطاء بن أبى الخوار به
هذا ما تيسر لي جمعه وتحريره وخلاصة القول أن محمد بن عبد الرحمن الزهري الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير وروى هو عن عباد بن أوس هو ابن ثوبان مولى بني زهرة لا غيره
وسيتبع في موضوع جديد إن شاء الله بتحرير حال محمد بن عبد الرحمن الزهري الذي روى عنه يحيى أيضا وروى هو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والله المستعان وعليه التكلان قاله وكتبه أبو صهيب الجزائري كان الله له