تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تضعييف حديث: (ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان).]

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:37 م]ـ

قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/5]: (حدتنا موسى بن محمد بن حيان أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا عبد العزيز الأندراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ فقال: إن هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان).

5 - [صحيح] الموقوف منه فقط: أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة [1/رقم/ 7/مع عجالة الراغب]، والبيهقي في الشعب [4/ رقم/ 4947]، والدارقطني في العلل [161/ 1]، وفي «الأفراد والغرائب» [1/ 33/أطرافه/الطبعة التدمرية]، والضياء في المختارة [1/ 76]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 201]، كلهم من طريق موسى بن محمد بن حيان عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن أبي بكر به موقوفًا ومرفوعًا ...

قال الهيثمي في المجمع [10/ 543]: «رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان وقد وثقه ابن حبان».

وتعقبه المناوي في الفيض [5/ 367] بقوله: «وأقول: ليس توثيقه بمتفق عليه؛ فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أبو زرعة».

ولم يُعْجِب أبا الفيض الغماري هذا التعقب! فقال في المداوي [5/ 342] يردُ على المناوي: «انظر هذا وتعجَّب من غفلة هذا الرجل! - يعني المناوي - ... » ثم ذكر أن موسى بن حيان قد توبع عليه.

والغماري مغرم بانتقاد المناوي في كل ما دق وجلَّ! كما كان المناوي مغرم بتعقب السيوطي في كل صغير وكبير! ولا يخفى ما يكون في هذا الانتقاد وذاك التعقب من التمحُّل في كثير من المواطن!

وتعقُّبُ المناوي الماضي في محله الذي خُلِقَ له! وهو لم يُضَعِّف الحديث رأسًا، أو لم يجزم بتفرد «موسى بن حيان» به حتى يروق للغماري سعيَه بتطلُّب التعجُّب من الناظر في كلامه!

نعم: موسى بن حيان وإن ذكره ابن حبان في «الثقات» ومشَّاه الخطيب، لكن ترك أبو زرعة الرازي حديثه!

غير أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه غيره عن عبد الصمد به .. منهم:

1 - عبد الرحمن بن زبَّان بن الحكم الطائي: عند ابن أبي الدنيا في الورع [رقم 92]، وفي الصمت [رقم 31/طبعة دار الكتاب العربي]، ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل [1/ 201، 202]، والدارقطني في العلل [1/ 161]، وأبو بكر ابن النقور في الفوائد الحسان [رقم/13/طبعة أضواء السلف]، وغيرهم من طريق عبد الرحمن به نحوه …

وابن زبان هذا: ترجمه الخطيب في تاريخه [10/ 267]، والذهبي في تاريخه «وفيات: 249هـ»، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا!

وقد تصحف اسمه عند ابن النقور إلى «عبد الله» بدل: «عبد الرحمن»! فظنه المعلق الفاضل عليه: «عبد الله بن محمد بن شاكر البغدادي المقرئ!» وشَرَع يترجم له! ولم يفعل شيئًا!

وكذا قد تصحَّف اسم أبيه «زبَّان» – بالباء- عند ابن أبي الدنيا في الصمت «طبعة دار الكتاب العربي، وكذا في طبعة مؤسسة الكتب الثقافية [ص/37/رقم 13]» إلى: «زيَّان» بالياء! ولم ينتبه له المحدث الحويني في تعليقه عليه!

2 - ومحمد بن الحسين بن إشكاب: عند العسكري في تصحيفات المحدثين [1/ 295/طبعة المطبعة العربية الحديثة]، وابن السني في اليوم والليلة [رقم/ 7/مع عجالة الراغب]، وابن المقرئ في معجمه [ص/ رقم 823/طبعة الرشد]، وأبي نعيم للأصبهاني في تسمية الرواة عن سعيد بن منصور [رقم/25]، وغيرهم من طريق ابن إشكاب به نحوه ... وهو عند العسكري بالموقوف منه فقط. وعند الدارقطني إشارة!

وابن إشكاب هذا: ثقة حافظ مأمون من رجال التهذيب. فالإسناد ثابت إلى عبد الصمد بن عبد الوارث به ….

وقد ساقه الإمام الألباني من هذا الطريق في الصحيحة [2/ 34] ثم قال: «فالحديث صحيح الإسناد…!».

وقبله قال ابن كثير: «إسناده جيد»! نقله عنه السيوطي في الجامع الكبير [2/ 527/2 - مصورة المكتب]، كما في الصحيحة [34/ 2]، وعنه الهندي في كنز العمال [رقم/ 8890].

والتحقيق: أن المرفوع من الحديث منكر ولا بد! والموقوف منه صحيح ثابت.

والطريق المرفوع الماضي وإن كان ظاهره السلامة إلا أنه معلول!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير