تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعبد الصمد بن عبد الوارث - وإن كان ثقة له أوهام – إلا أنه لم يضبطه عن الداروردي!

فقال الدارقطني عقب روايته في الأفراد: «تفرد به عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر…

قال ابن صاعد: كذا قال عبد الصمد، أدرج الحديث المسند بالموقوف، وفَصَلَه لنا عبد الله بن عمران العابِدي عن الدَّرَاوَرْدي عن زيد عن أبيه:" أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يَدْلَع لسانه آخِذَه بيده، فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله ? قال: وهل أوردني الموارد إلا هذا "

قال ابن صاعد: هذا آخر الحديث، ثم ابتدأ آخَرُ في إِثْره: قال العابدي: ثنا الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم: أن رسول الله ? قال: «ما من عضو من الأعضاء إلا ويشتكي إلى الله عز وجل ما يلقى من اللسان على حِدَتِه»».

وقال الدارقطني أيضا في «العلل» بعد أن ساق رواية عبد الصمد: «وهم فيه – يعني عبد الصمد - على الدراوردي! والصواب عنه – يعني عن الداروردي - عن زيد بن أسلم عن أبيه: " أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بلسانه فقال: هذا أوردني الموارد " وقال الدراوردي: عن زيد بن أسلم أن رسول الله ? قال كل عضو يشكو ….».

وقال الخطيب في «الفصل» بعد أن ساق كلام ابن صاعد الماضي، أعني قوله: «كذا قال عبد الصمد، أدرج الحديث المسند بالموقوف، وفَصَلَه لنا عبد الله بن عمران العابِدي… .. ».

قال الخطيب: «أما المسند المذكور في هذا الحديث عن رسول الله ?: فإنما يرويه الدراوردي عن زيد بن أسلم عن رسول الله ? مرسلا لا ذكر فيه لأبي بكر ولا لعمر ولا أسلم!

وأما الموقوف: فهو كما ساقه عبد الصمد من أول حديثه الى آخر قول أبي بكر" هذا أوردني الموارد "».

ثم قال الخطيب في ختام كلامه: «ليس في هذا الحديث إشكال يتخوف منه اختلاط كلام النبي ? بكلام أبي بكر الصديق، وأنما المشكل منه: أن عبد الصمد ابن عبدالوارث روى حديث أبي بكر واتبعه بكلام النبي ? من غير فاصلة! فشبه بذلك أن أبا بكر هو الذي رواه إثر قوله، ونسقه في كلامه! ولو ذكر في أحاديث من وصل المرسل المقطوع بالمتصل المرفوع لكان لائقا بذلك الباب، والله الموفق لإدراك الصواب».

تابع البقية: ....

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:44 م]ـ

قلتُ: فحاصل هذا: أن عبد الصمد أخطأ في هذا الحديث على الداروردي! فأدرج ما أرسله زيد بن أسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم - من قوله: «ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان»، عقب قول أبي بكر الموقوف عليه: «هذا أوردني الموارد»! ولم يفصل بين الموقوف والمرسل! فأوهم أن المرفوع موصول من رواية أبي بكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم -!

واغتر بذلك من صحح أو جوَّد هذا الطريق من المتأخرين! ومشوا على ظاهر ذلك الإدراج الخفي!

وقد خولف فيه عبد الصمد! خالفه عبد الله بن عمران العابِدي – وهو صدوق صالح من رجال الترمذي – فرواه عن الدراوردي ففصَّله تفصيلا، وميَّز الموقوف من قول أبي بكر، والمرسل عن زيد بن أسلم.

فقال: «ثنا الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب " اطلع على أبي بكر وهو مدلع لسانه، [فـ] أخذ بيده فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ فقال: وهل أوردني الموارد إلا هذا؟ "» ثم قال عقب هذا: «أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم أن رسول الله ? قال: " ما من عضو من الأعضاء إلا وهو يشتكي إلى الله ما يلقى من اللسان على حدته "» هكذا أخرجه الخطيب في الفصل [1/ 208 - 209]- واللفظ له - والدارقطني في العلل [1/ 161]، وفي الأفراد [1/ 33/أطرافه]، من طريق أبي محمد ابن صاعد عن العابدي به …

قال الخطيب: «وروى عبد الله بن عمران العابدي عن عبد العزيز الدراوردي الحديث الذي سقناه عن عبدالصمد بن عبد الوارث عن الدراوردي بطوله، إلا أنه فصل كلام أبي بكر الصديق من كلام رسول الله ?، وأفرد لكل واحد منهما إسنادا».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير