قلتُ: وهكذا رواه عبيد اللَّه بن عمر القواريري- الثقة الحافظ- عن الدراوردي فقال: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أنه رأى أبا بكر وهو مدل لسانه، [فـ] أخذه بيده فقال: ما تصنع يا خليفة رسول اللَّه؟! «فقال: وهل أوردني الموارد إلا هذا» ولم يذكر المرفوع من مرسل زيد بن أسلم! أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على «الزهد» [رقم/581/طبعة دار ابن رجب] قال: حدثني عبيد الله بن عمر به …
وهذا إسناد جيد من هذا الوجه، وقد توبع عليه الدراوردي كما سيأتي.
وقد وهم المُحدِّث الحُويني في تعليقه على كتاب «الصمت / لابن أبي الدنيا» [ص/51] في هذا الموطن! وظن أن عبيد الله القواريري يروي هذا الحديث الموقوف عن زيد بن أسلم! فساق روايته في جملة من تابع الدراوردي عليه عن زيد بن أسلم! وكذلك رأيته صنع في كتابه النافلة [رقم/16]!
وهي غفلة مكشوفة بلا ريب! إنما يرويه القواريري عن الدراوردي عن زيد بن أسلم. فانتبه يا رعاك الله.
فإن قلتَ: قد توبع عبد الصمد بن عبد الوارث على الوجه الأول عن الدراوردي!
تابعه سعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد، قالوا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر ?: «أنه اطلع على أبي بكر ? وهو يمد لسانه، فقال: يا خليفة رسول الله ?، ما تصنع؟ قال: إن هذا أوردني الموارد، وإني سمعت رسول الله ? يقول: «ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو اللسان إلى الله على حدته»! وها قد صرَّح أبو بكر بسماعه من النبي ?!
قلنا: هذه متابعة باطلة ولو أوقد عليها مُوقِدٌ ألفَ سنة!
فقد أخرجها أبو نعيم في الرواة عن سعيد بن منصور [رقم/23]، من طريق أبي الفرج أحمد بن جعفر النسائي عن أحمد بن محمد بن الصلت عن الثلاثة به ...
أما شيخ أبي نعيم: فمخفِيُّ الحال!! غائب الأحوال! قال البرقاني: «لا أعرف حاله!!»، كما في تاريخ الخطيب [72/ 4]، لكن نقل الذهبي في الميزان [87/ 1]، عن ابن الفرات الحافظ أنه قال: «ليس بثقة!!»
ولم يثبت هذا عن ابن الفرات إن شاء اللَّه. والذهبي قد نقله من تاريخ بغداد [72/ 4]، ولفظ الخطيب هناك: «حُدِّثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال .... » وذكره.
وهذا منقطع لا تقوم به حجة في ثلب الرجل. والصواب التوقف في شأنه حتى يثبت التوثيق أو نقيضه.
وأما ابن الصلت: فما أدراك ما ابن الصلت؟! هو ذلك الساقط المنحط!! وقد كذَّبه الأئمة بخط عريض!! وماذا يُجْدي تحمس الكوثري دونه وهو المكشوف الأمر!!
وقد عركنا أُذُنَ كل مَنْ تعصَّب لهذا الكذاب الأشر في كتابنا: «المحارب الكفيل بتقويم أسنَّة التنكيل». وراجع ترجمته في «تاريخ بغداد»، و «تنكيل المعلمي».
ولسنا نشك في كون تلك المتابعة: هي أنسوجة مزركشة مما عملتْه يداه!
وقد كان ابن الصلت بارعًا جدًا في نسْج الأكاذيب على ألسنة ثقات الرواة والنَّقَلة! عامله الله بما يستحق.
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:51 م]ـ
والحديث: لا يثبت منه إلا الموقوف على أبي بكر وحسب.
وقد توبع الداروردي على هذا الوجه الموقوف عن زيد بن أسلم، تابعه جماعة منهم:
1 - مالك بن أنس - الجبل الراسخ-: وروايته في كتابه الموطأ [رقم/ 1788/رواية يحيى الليثي]، و [2/رقم/ 2078 /رواية أبي مصعب الزهري] وعنه ابن وهب في الجامع [1/رقم/ 308/طبعة ابن الجوزي]، وأبو نعيم في الحلية [33/ 1]، والبيهقي في الشعب [4/ رقم 4990]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 204]، وغيرهم.
2 - ومحمد بن عجلان - وهو ثقة له أوهام-: عند ابن أبي شيبة [رقم/26500]، و [رقم/37047]، وفي الأدب [رقم/222]، وابن أبي عاصم في الزهد [رقم/ 81]، وغيرهما.
3 - وأسامة بن زيد بن أسلم: عند ابن أبي عاصم في الزهد [رقم 22]، وعنه أبو نعيم في الحلية [17/ 9]، والعسكري في تصحيفات المحدثين [ص 294]،.
4 - والقاسم بن عبد اللَّه بن عمر - وهو واهٍ - عند ابن وهب في الجامع [2/رقم/ 412].
5 - وهشام بن سعد المدني – ضعيف إلا في زيد بن أسلم -: عند البلاذري في أنساب الأشراف [10/ 17/طبعة دار الفكر]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 206]، وأبي عبيد في «غريب الحديث» ومن طريقه الخطيب أيضًا [1/ 207]، وغيرهم من طريق هشام به نحوه …
¥