تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فما لاك بيتا حتى مات!!!!!]

ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[12 - 04 - 10, 07:20 ص]ـ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:-

فأخوكم قد صمم جروب على الفيس بوك متعلق بعلم الحديث تحديدا، فجائتني عليه مسألة عن مدى صحة قصة النبي صلى الله عليه و سلم مع زهير بن أبي سلمى لما لقيه فقال: اللهم أعذني من شيطانه، يقول الراوي: فما لاك بيتا حتى مات.

فحاولت مرارا أن أجد أقوال أهل العلم في سند هذه القصة و بذلت في ذلك ما استطعت من جهد فلم أجد أحدا تحدث عنها، و لم أجد أيضا لها سندا، و لم أجدها مذكورة في غير كتاب السيوطي رحمه الله فقال:

قال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني وجدت في بعض الكتب عن عبد الله ابن شبيب عن الزبير بن بكار عن حميد بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أخيه إبراهيم بن محمد يرفعه إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أنه نظر إلى زهير بن أبي سلمة وله مائة سنة فقال اللهم أعذني من شيطانه فما لاك بيتا حتى مات.

فتوكلت على الله و حاولت أن أعمل علمي القاصر في هذا الإسناد، خاصة و أن الأخ السائل كان يريد ردا سريعا.

ولي من إخواني في الملتقى طلبان:

الأول منيعثر على أقوال أهل العلم في هذه القصة فليفدني بها.

الثاني أن ينظروا ما أصبته و ما أخطأته فيصوبوه.

و الدين النصيحة.

قلت و الله المستعان:

قد راجعت كثيرا من كتب أهل العلم لأجد تعليقا على هذه القصة فلم أجد، ولم أجد لها إلا هذا الإسناد فتوكلت على الله، و أعملت علمي القاصر في الحكم عليه، و ظهر لي ثلاث علل في هذا الإسناد.

الأولى: حميد بن محمد بن عبد العزيز الزهري فلم أجد له ترجمة في كتب أهل العلم، وهذا معناه أن هذا الراوي مجهول العين، وهذا لا يعتد بروايته عند جمهور أهل الحديث.

الثانية: رواية حميد هذا عن أخيه " إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري " إبراهيم هذا

قال فيه بن حجر: صدوق يخطيء، و ذكره بن حبان في الثقات و قال يخطيء، و نحن هنا لا نعلم هل هذا الحديث مما أخطأ فيه أم لا؟ فيتوقف.

الثالثة: و هي العلة الأقوى لو سلمنا جدلا أن الراوي السابق ثقة إمام ثبت فكيف يرفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو من الطبقة الحادية عشر كما قال الحافظ بن حجر

إذن بينه و بين النبي صلى الله عليه وسلم على الأقل: أربع رجال أو حتى رجلان فمن هما الرجلان و هل هما ثقتان أو ضعيفان أو مجهولان، ثم حتى إن كان إبراهيم هذا من كبار التابعين فإن كلامه يعد مرسلا لأنه لم يلق النبي عليه الصلاة و السلام.

ولا يخفى عليك أن المرسل من جملة الحديث الضعيف.

فالذي أراه و الله أعلى و أعلم ضعف هذه القصة.

ملحوظة: قد راعيت أثناء كتابتي الجواب للأخ السائل بساطة الأسلوب و التدرج معه لأنه حديث عهد بهذا العلم، و على كل حال لا تنسوني من صالح دعائكم أن ييسر الله لي أمر الجروب الذي حدثتكم عنه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير