و قال فى موضع آخر: ما رأيت أحدا جبلة، بالكذب من رجلين: سليمان الشاذكونى، و محمد بن حميد الرازى، كان يحفظ حديثه كله، و كان حديثه كل يوم يزيد!.
و قال جعفر بن محمد بن حماد العطار: سمعت محمد بن عيسى الدامغانى يقول: لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلى جميع ما سمع منه فأخرج إلى جزازات، فأحصيت جميع ما فيه ثلاث مئة و نيفا و ستين حديثا.
قال جعفر: و أخرج ابن حميد عن هارون بعد، بضعة عشر ألف حديث.
و قال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازى ابن أخى أبى زرعة: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومأ بأصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟ فقال برأسه، نعم. فقلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه و يدلس عليه؟
فقال: لا يا بنى كان يتعمد.
و قال أبو حاتم الرازى: حضرت محمد بن حميد و حضره عون بن جرير فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر، فقال عون: ليس هذا الشعر فى الحديث إنما هو من كلام أبى، فتغافل ابن حميد و مر فيه.
و قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدى: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازى فى منزله و عنده عبد الرحمن بن يوسف بن خراش و جماعة من مشايخ أهل الرى و حفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف فى الحديث جدا، و أنه يحدث بما لم يسمعه، و أنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة و الكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
و قال أبو العباس بن سعيد: سمعت داود بن يحيى يقول: حدثنا عنه ـ يعنى محمد ابن حميد ـ أبو حاتم قديما، ثم تركه بأخرة.
قال: و سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: حدثنا ابن حميد و كان والله يكذب.
-2 - الرجل المبهم بين ابن اسحاق و عبد الله بن رافع ومعروف أن الابهام انقطاع , و الله أعلم}
- روى البزار في مسنده (34/ 15 ح:8227) حدثنا بعض أصحابنا عبيد الله بن سعيد أو غيره عن يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن ابن اسحاق عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم يقول ... {فذكره} {وهذا فيه شك من الحافظ البزار رحمه الله في من حدثه لكن هذا الشك لا يضر إذ جاء الحديث عند ابن جرير فيما ذكرته آنفا بسنده بمثل هذا الحديث , المهم: هذا الاسناد ضعيف فيه انقطاع بين محمد ابن اسحاق و عبد الله بن رافع , دل على هذا الانقطاع الطريق التي عند ابن جرير وهي التي ذكرتها آنفا , و الله أعلم} , و قال البزار بعد هذا الحديث: ((وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عن النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم بهذا اللفظ إلاَّ من هذا الوجه بهذا الإسناد)) و تعقبه الحافظ ابن كثير في البداية (270/ 1) قائلا: ((كذا قال!! وقد قال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن (ابن) أخي ابن وهب، حدثنا عمي (عبد الله ابن وهب)، حدثني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن يونس النبي عليه السلام حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال: (اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فأقبلت الدعوة تحن بالعرش فقالت الملائكة يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة فقال أما تعرفون ذاك؟ قالوا: يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة، قالوا: يا ربنا أولا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه في العراء " ورواه ابن جرير، عن يونس، عن ابن وهب به)) - قلت: {كلام البزار واضح في أنه يعني أن هذا اللفظ لم يأت إلا من هذا الطريق أما التعقب الذي يمكن أن يتعقب به البزار أنه كان عليه أن يشير إلى هذه الرواية التي عند ابن ابي حاتم وهي بمعنى الاولى , على أي فرواية ابن ابي حاتم أيضا ضعيفة فيها يزيد الرقاشي وهو منكر الحديث فيما استخلصته من كلام الائمة , و الله أعلم}. *أنبه أن ما بالازرق من كلامي أنا وهو غير موجود في الاصل *.
¥