- روى ابن جرير في التفسير (382/ 16 ح:24966) حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن اسحاق عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن ابي سلمة , عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: {نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ}: " ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَظُلْمَةِ الْبَحْرِ، وَظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ {لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} ". قلت: {إسناده ضعيف جدا فيه محمد بن حميد الرازي تقدم الكلام عنه , وقد روي مثل هذا التفسير للظلمات في هذه الآية عن ابن مسعود و ابن جريج وقتادة و عمرو بن ميمون و محمد بن كعب بأسانيد بعضها لا يثبت و بعضها لم أدرسه , لكن هذا لا يثبت عن ابن عباس من هذه الطريق , و الله أعلم}.
- وروى ابن جرير في تاريخه (377/ 1) حدثني الحسن (وهو خطأ و الصحيح هو الحسين بن عمرو) بن عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا أبي عن إسرائيل عن ابي اسحاق (السبيعي) عن عمرو بن ميمون الاودي قال حدثنا عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في بيت المال قال: ((إن يونس كان وعد قومه العذاب وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام ففرقوا بين كل والدة وولدها ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه فكف الله عنهم العذاب وغدا يونس ينتظر العذاب فلم ير شيئا وكان من كذب ولم يكن له بينة قتل فانطلق مغاضبا فنادى في الظلمات قال ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر)). قلت: {إسناده ضعيف فيه الحسين قال فيه أبو زرعة: " لا يصدق " وقال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه , و قال أبو داود: كتبت عنه ولا أحدث عنه ... و الله أعلم}.
- نفس المصدر (378/ 1) , حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن اسحاق عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن ابي سلمة عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: ((خرج به يعني الحوت حتى لفظه في ساحل البحر فطرحه مثل الصبي المنفوس لم ينقص من خلقه شيء)) {ضعيف جدا فيه ابن حميد وقد تقدم الكلام فيه}.
- نفس المصدر (378/ 1) حدثني يوسف قال أخبرني ابن وهب قال حدثنا أبو صخر قال أخبرني ابن قسيط أنه سمع أبا هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: ((طرح بالعراء فأنبت الله عليه يقطينة فقلنا يا أبا هريرة وما اليقطينة قال شجرة الدباء هيأ الله له أروية وحشية تأكل من حشاش الأرض -أو هشاش الأرض - فتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت)) , قلت: {هذا إسناد متصل رجاله ثقات إلا أبو صخر فهو مختلف فيه وقد رجح كثير من النقاذ أنه صدوق له أوهام , و أزيد أنه لا يقبل تفرده ولا تفرده , و الله أعلم}
و الخلاصة: قصة يونس مبسوطة في كتاب الله شيئا ما , أما في السنة فليس كل الآثار تصح و أغلبها مقطوعة و قد تكون من الاسرائيليات , المهم سأنقل لك كلام ابن حجر من فتح الباري:
((وقد روى قصته السدي في تفسيره بأسانيده عن بن مسعود وغيره أن الله بعث يونس إلى أهل نينوى وهي من أرض الموصل فكذبوه فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين وخرج عنهم مغاضبا لهم فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب وذهب يونس فركب سفينة فلججت به فاقترعوا فيمن يطرحونه منهم فوقعت القرعة عليه ثلاثا فالتقمه الحوت وروى بن أبي حاتم من طريق عمرو بن ميمون عن بن مسعود بإسناد صحيح إليه نحو ذلك وفيه وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب وقع عليهم وكان في شريعتهم من كذب قتل فانطلق مغاضبا حتى ركب سفينة وقال فيه فقال لهم يونس إن معهم عبدا آبقا من ربه وإنها لا تسير حتى تلقوه فقالوا لا نلقيك يا نبي الله أبدا قال فاقترعوا فخرج عليه ثلاث مرات فألقوه فالتقمه الحوت فبلغ به قرار الأرض فسمع تسبيح الحصي فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت الآية وروى البزار وبن جرير من طريق عبد الله بن نافع عن أبي هريرة رفعه لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أمر الله الحوت أن لا يكسر له عظما ولا يخدش له لحما فلما انتهى به إلى قعر البحر سبح الله فقالت الملائكة يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة قال ذاك عبدي يونس فشفعوا له فأمر الحوت فقذفه في الساحل قال بن مسعود كهيئة الفرخ ليس عليه ريش وروى بن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك قال لبث في بطن الحوت أربعين يوما ومن طريق جعفر الصادق قال سبعة أيام ومن طريق قتادة قال ثلاثا ومن طريق الشعبي قال التقمه ضحى ولفظه عشية))
و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 03:35 ص]ـ
و لا يفوتني أن أذكر أن السدي الذي نقل عنه الحافظ هنا هو الكبير وهو على أرجح الاقوال لا بأس به , أما السدي الصغير فكذاب رافضي , وقد قيل في السدي الكبير شيئ من هذا و أنه كان يتناول الشيخان , لكن رغم ذلك مشاه الامام أحمد و يحيى بن سعيد و ابن مهدي ... وغيرهم , و الله أعلم.