وقد فصّل فيه بعض الأئمة: فقال ابن المديني: ما روى عنه أيوب، وابن جريج فذلك له صحيح، وما روى عن أبيه، عن جده فهو كتاب، هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو يقول: أبي عن جده، فمن هاهنا جاء ضعفه - أو نحو هذا من الكلام - وإذا حدث عن سعيد بن المسيب، أو سليمان بن يسار، أو عروة فهو ثقة عن هؤلاء - أو قريب من هذا -. وقال أبو زرعة: روى عنه الثقات، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه، عن جده، وقالوا: إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه من المنكر، وعامة هذه المناكير التي تروى عنه إنما هي من المثنى بن الصباح، وابن لهيعة، والضعفاء، وهو في نفسه ثقة، إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده.
وقد ظهر بهذا أن جمهور الأئمة على توثيقه في نفسه، وإنما الكلام فيما روى عن أبيه، عن جده، ولعل من ضعفه أراد روايته عن أبيه، عن جده، كما استظهر ذلك الحافظ ابن حجر.
وقد لخص الحافظ حاله بقوله: [صدوق] وهذا أقل أحواله، والله أعلم.
جامع الترمذي 2/ 26، تاريخ الدوري 2/ 446، سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة ص104، التاريخ الكبير 6/ 342، الضعفاء الصغير ص84، ثقات العجلي ص365، ضعفاء العقيلي 3/ 273، الجرح والتعديل 6/ 238، الكامل 5/ 114، تهذيب الكمال 22/ 64، تهذيب التهذيب 3/ 277، التقريب 5050.
* شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، الحجازي، وقد ينسب إلى جده، روى عن: جده عبد الله بن عمروٍ، وعبادة بن الصامت، وابن عمر، وابن عباس وغيرهم. وعنه: ابنه عمرو، وثابت البناني، وعطاء الخراساني وغيرهم. أخرج له البخاري في القراءة، وأخرج له الأربعة.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يقال: سمع جده، وليس ذلك عندي بصحيح. ولكن أثبت ابن المديني، والبخاري، وأبو داود، والترمذي وغيرهم من الأئمة سماعه من جده عبد الله بن عمرو. وقال أحمد لما سئل عن ذلك: أراه قد سمع. وقال أحمد - أيضاً -: يقال إن شعيباً حدث من كتاب جده ولم يسمعه منه.
قال الذهبي، وابن حجر: [صدوق، وزاد ابن حجر: ثبت سماعه من جده].
جامع الترمذي 2/ 26، طبقات ابن سعد 5/ 243، الجرح والتعديل 4/ 351، المراسيل ص78، ثقات ابن حبان 4/ 357 و6/ 437، تهذيب الكمال 12/ 534، الكاشف 2/ 13، تهذيب التهذيب 2/ 175، التقريب 2806.
* عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو نصير. أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء، وكان غزير العلم مجتهداً في العبادة، مات ليالي الحرة وقيل غير ذلك - رضي الله عنه -.
تاريخ الصحابة لابن حبان ص150، أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحدٍ من العدد ص43، تهذيب الكمال 15/ 357، الإصابة 2/ 351، التقريب 3499.
ـ[أبو محمد سيلاني]ــــــــ[21 - 04 - 10, 05:16 ص]ـ
جزاكم الله جميعا أحسن الجزاء