تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" لم نجدها في ابن ماجه ". فالظاهر أن ذلك من اختلاف النسخ، ويؤيد ذلك أن

الصنعاني يقول (1/ 275) إنه قرأها في نسخة صحيحة مقروءة من ابن ماجه بلفظ:

إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه، وعن شماله؛ حتى يُرى بياض خده:

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".

قلت: وهو في ابن ماجه (1/ 295) من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن

ابن مسعود به دون الزيادة - كما ذكرنا (*) -، وقد سبق الحديث برواية أصحاب " السنن "

وغيرهم بدونها؛ ففي ثبوتها في ابن ماجه - مع ذاك الاختلاف - نظر عندي. والله

أعلم.

وأما حديث وائل: فأخرجه أبو داود (1/ 157 - 158) عن موسى بن قيس

الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه قال:

صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يسلم عن يمينه:

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". وعن شماله:

" السلام عليكم ورحمة الله ".

وهذا سند صحيح. رجاله كلهم ثقات رجال " الصحيح ".

وقد صححه {عبد الحق في " أحكامه " (56/ 2)، و} النووي في " المجموع "

(3/ 479)، والحافظ في " بلوغ المرام "، ولكنهما أورداه بذكر الزيادة في التسليمتين.

وهي في نسختنا من " السنن " في التسليمة الأولى فقط - كما رأيت -؛ فلا أدري:

أذلك من اختلاف نسخ " سنن أبي داود " أيضاً، أم وهما في نقلهما عنه (**)! والله أعلم.

وإنما قيدت هذه الزيادة بالتسليمة الأولى بناء على ما وقع في نسختنا من " السنن "،

وتقوَّى ذلك عندي برواية الطيالسي عن ابن مسعود المتقدمة؛ فإنها لم تذكر في

التسليمة الثانية، فإن ثبتت فيها؛ قلنا بها، وذكرناها في الكتاب، وإلا؛ فنحن واقفون

عند الوارد الثابت ( ... ).

ويتأيد هذا بأن المعروف عند من يُعنى بدراسة هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شؤونه كلها أنه كان

يخص اليد اليمنى والجهة اليمنى بمزيد من التشريف والعناية، وأقرب مثال على ذلك

تخصيصه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليمين بقوله:

" السلام عليكم ورحمة الله ". واقتصاره في الجهة اليسرى على:

" السلام عليكم ". كما هو مذكور بعد في الأصل. وقد قال السندي رحمه الله:

" مقتضاه أنه يزيد في اليمين: " ورحمة الله "؛ تشريفاً لأهل اليمين بمزيد البر،

ويقتصر على اليسار على قوله: " السلام عليكم ". وقد جاء زيادة: " ورحمة الله " في

اليسار أيضاً. وعليه العمل؛ فلعله كان يترك أحياناً ".

فاعتبار ما ذكرنا من المعنى يقتضي تخصيص الجهة اليمنى بزيادة:

" وبركاته ". إلا أن يصح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يخالفه - كما أشرنا -؛ فإنه يقال حينئذٍ: (إذا

جاء الأثر؛ بطل النظر). أو: (إذا جاء نهر الله؛ بطل نهر معقل). والله سبحانه

وتعالى أعلم.


(*) وقد عزاه الشيخ رحمه الله في " الصفة " المطبوع لابن خزيمة (1/ 87/2) = [1/ 359/728].
وهو فيه من الطريق نفسها، وفيه الزيادة في التسليمتين.
(**) بل هي من اختلاف النسخ؛ كما ذكر الشيخ رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود "
(4/ 155)، ثم قال: " ونسختنا وغيرها على وفق " مختصر السنن " للمنذري ... ، ولعلها أرجح ".
( ... ) ثم مال الشيخ رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " (4/ 152) إلى شذوذها فانظر
كلامه هناك.

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 10, 12:18 م]ـ
..... يتبع ....

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 10, 12:19 م]ـ
و " كان إذا قال عن يمينه: " السلام عليكم ورحمة الله "؛ اقتصر أحياناً
على قوله عن يساره: " السلام عليكم " (1).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير