عن حماد بن زيد، عن الصقعب بن زهير، عن زيد بن أسلم، -قال حماد: لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نوحا قال لابنه " آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة، و وضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله ". وقد رواه جرير بن حازم عن الصقعب بلا شك، كما عند أحمد (2/ 225).
قلت: وهذا إسناد جيد إلا أن الصقعب قد خولف:
فقد رواه الحاكم [1/ 49] عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد) [رقم548] عن عبد الله بن مسلمة، عن عبدالعزيز –لعلّه الدراوردي-، عن زيد بن أسلم، عن عبدالله بن عمرو.
وروى الحديث –أيضاً- موسى بنُ عبيده، فقال فيه: عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكر نحوه). أخرجه ابن أبى شيبة فى ((المصنف)) [29425]، وعبد بن حميد [1151].
وموسى ضعيف، وفيه انقطاع؛ فزيد لم يسمع من جابر كما ذكر ابن معين.
فهذه أربعة أوجه عن زيد بن أسلم، أقواها رواية ابن عجلان ورواية عبد العزيز، والله أعلم ما المحفوظ منهما.
2) ومن الشواهد التي تشهد لمعنى هذا الحديث أيضا: حديث البطاقة: وأخرجه ابن المبارك ((الزهد)) (371)، ومن طريقه أحمد (2/ 213)، والترمذى (2639)، وابن حبان (225)،
وأخرجه ابن ماجه (4300) عن ابن أبي مريم،
وأخرجه الحاكم (1/ 6)، ومن طريقه البيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 264/283) عن يونس بن محمد
وأخرجه الحاكم (1/ 529) عن يحيى بن عبد الله بن بكير،
أربعتهم (ابن المبارك و ابن أبي مريم و يونس بن محمد و يحيى بن عبد الله بن بكير) عن الليث بن سعد عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى المعَافِرىِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ)). فى رواية ابن المبارك ((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي))، وزاد بآخره ((فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)). ويزيدون عليه ((أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ)).
وقد تابع الليثَ ابنُ لهيعة: أخرجه الإمام أحمد (2/ 221) ولفظه: ((تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ، فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ، إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لا تَعْجَلُوا لا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ)). وفي سياقها ما يخالف سياقَ اللّيث.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 09:23 ص]ـ
أحسنت، بارك الله فيك.
سبحان الله، كنت أفكر في تخريج الكتاب، ولكن رأيتني قد سبقت.
لعلك تنسق التخريج ثم ترفعه على ملف وورد.
وفقك الله.
ـ[أبو ياسر عبد الوهاب]ــــــــ[11 - 07 - 10, 01:41 م]ـ
أرجوا من الأخ الفاضل أبو عبد الله أن يقبل نصيحتي وهي أن لا يكون تخريج أحاديث كتاب التوحيد مستقلا بل يدرج مع المتن وإلا فمثل هذه التخريجات لا يستحسنها علماؤنا وفي ذلك حكمة بالغة في منزلة الكتاب فقد يجعل الناس ينصرفون عن الكتاب بحجة أن فيه أحاديث ضعيفة ومن مثل ذلك بيان أخطاء وقعت في كتاب وقد وضع له القبول في الأرض فتستخرج أخطاء منه في كتاب مستقل ولو أدرج ذلك كتعليقات على الكتاب لكان أولى وهذا ليس من كيسي ولا من عند نفسي بل مما استفدناه من مشايخنا الكرام" الراسخون في العلم" كسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ عبد الحميد الجهني حفظهما الله
¥