ومالك هو الإمام في الحفظ والإتقان، وهو من طبقة تابعي التابعين.
وقد بسطت هذا في شرحي على البيقونية، وضربت له الأمثال.
ورواه أبو جناب الْكَلْبِيّ عَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ دخلت أَنا وَابْن عمر عَلَى عَائِشَة فَقَالَ لَهَا ابْن عمر أَخْبِرِينِي بِأَعْجَب مَا رَأَيْت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَبَكَتْ و أَطَالَت ثمَّ قَالَت كل أمره عجب أَتَانِي فِي لَيْلَتي فَدخل فِي لِحَافِي حَتَّى الصق جلده بِجِلْدِي ثمَّ قَالَ يَا عَائِشَة هَل لَك أَن تَأْذَنِي لي فِي عبَادَة رَبِّي الله اللَّيْلَة فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي لأحب قربك وَأحب هَوَاك فقد أَذِنت لَك فَقَامَ إِلَى قربَة من مَاء فِي الْبَيْت فَتَوَضَّأ وَلم يكثر من صب المَاء ثمَّ قَامَ يُصَلِّي فَقَرَأَ من الْقُرْآن وَجعل يبكي حَتَّى بلغت الدُّمُوع حقْوَيْهِ ثمَّ جلس فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَجعل يبكي ثمَّ رفع يَدَيْهِ وَجعل يبكي حَتَّى رَأَيْت دُمُوعه قد بلت الأَرْض فَأَتَاهُ بِلَال يُؤذنهُ بِصَلَاة الْغَدَاة فَرَآهُ يبكي فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله أَتَبْكِي وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر فَقَالَ يَا بِلَال أَفلا أكون عبدا شكُورًا ثمَّ قَالَ وَمَالِي لَا أبْكِي وَقد أنزل الله عَلّي فِي هَذِه اللَّيْلَة (إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار) ثمَّ قَالَ ويل لمن قَرَأَهَا وَلم يتفكر فِيهَا. رَوَاهُ عبد بن حميد، والثعلبي، وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم، ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْوَفَاء، وَأَبُو الْقَاسِم الْأَصْفَهَانِي فِي التَّرْغِيب والترهيب. كما في تخريج أحاديث الكشاف (1/ 260)
وهذا إسناد ضعيف.
أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ هو يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ الْكُوفِىُّ، ضعَّفوه.
قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروي عنه.
وقال أبو نعيم: كان يدلِّس أحاديث مناكير.
وقال عمرو بن علي الفلاس: متروك الحديث.
وقال يحيى وعثمان بن سعيد والنسائي والدراقطني: ضعيف.
وقال يحيى بن معين مرة: ليس به بأس، إلا أنَّه كان يدلِّس.
وكذلك قال أبو نعيم.
وقال يحيى بن معين مرة: هو صدوق.
وقال ابن حبان: كان يدلِّس عن الثقات ما سمع من الضعفاء، فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير، فحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديداً. الضعفاء والمتروكين (3703)
ورواه مختصرا أبو جناب الْكَلْبِيّ عَن عَطاء عَن عَائِشَة قَالَت لما نزلت هَذِه الْآيَة وَمن آيَاته خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتكُم قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَيْح لمن لَاكَهَا بَين لحييْهِ ثمَّ لم يتفكر فِيهَا. أخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره. كما في تخريج أحاديث الكشاف (1/ 260)
فزاد: وَيْح لمن لَاكَهَا بَين لحييْهِ ثمَّ لم يتفكر فِيهَا.
ولا يغتر بتصريح أبي جناب بالتحديث، فإن مثل هذا لا يلتفت له، وغالب التصريح بالتحديث، إما أن يكون خطأ، أو يكون من صنيع الرواة ممن هو دون الراوي المصرح بالتحديث.
وبالجملة: فالحديث إذا كان لا يدور إلا على مثل من ذكرنا، ويتفرد به من لا يحتمل تفرده، ولا التفرد في طبقته، ولا يتابعه عليه إلا من يدلس عن المتروكين، كيف يصحح مثله؟!