تنبيهٌ: "شرح معاني الآثار للطحاوي" ذكرها ابن حجر لأنه لم يجد مسندا صحيحا ثابتا عن الإمام أبي حنيفة, فاعتاظ عنه بكتاب شرح معاني الآثار للإمام الطحاوي وهو حنفي المذهب رحمه الله.
نكتة: عنوان الكتاب "الأطراف العشرة" فلمَ ذكرنا إحدى عشر كتابا؟ نقول: كتاب صحيح ابن خزيمة لم يُعثر إلا على جزء منه, وقد صرح به في مقدمة الكتاب أنه سبب ذكره لسنن الدارقطني جبرا لما فات من الوقوف على صحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن خزيمة المطبوع الآن إنما وجد ربع الكتاب فقط أبواب العباداتِ وشيئا من السياسة.
ومن هنا نقول: إن كتاب ابن حجر متمم كتاب المزي الذي جمع فيه كتب الأطراف الستة مثل صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، جامع الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه، وبعض الملحقات، وهذه الملحقات هي: مقدمة صحيح مسلم والمراسيل لأبي داود، وأيضا العلل الصغرى للترمذي، والشمائل للترمذي وعمل اليوم والليلة للنسائي. فيصبح المجموع (17 عشر كتابا) فمن حظي بالكتابين كتاب "تحفة الأشراف" و "إتحاف المهرة" يصبح عنده سبعة عشر كتابا من أصول كتب السنة بل قلما يشذ حديث صحيح عن هذه الكتب، ونبه إلى هذا ابن حجر قال: هذه المصنفات قلَّ أن يشذ عنها شيء من الأحاديث الصحيحة لا سيما في الأحكام وضُمّ إليها أطراف المزي. بل أقول إذا وجدت حديثا لم يذكر في هذه الكتب السبعة عشر فالأصل أنه ضعيف ويُشك فيه.
الفائدة الرابعة: (منهج كتاب إتحاف المهرة) من عرف طريقة الإمام المزي في تحفة الأشراف عرف طريقة ابن حجر فهي نفسها تماماً, إلا أننا نلاحظ أمرينِ:
الأول: ابن حجر قال: إنه عالج قضية العنعنة, لكن الحقيقة أن ابن حجر كما نبه المحقق أنه لم يلتزم بذلك في الغالب فعاد الأمر إلى طريقة الإمام المزي رحمه الله. والسببُ عندي: أن ابن حجر رحمه الله مات ولم يحرر كتاب إتحاف المهرة وقد نص على ذلك تلميذه المقرب السخاوي، فآخر نسخة السخاوي المخطوطة قال: ومن خط مصنف شيخنا نقلته ومات شيخنا قبل تحريره وتهذيبه يسر الله ذلك.
الثاني: أن ابن حجر لم يلتزم في كتابه الترتيب الدقيق الذي مشى عليه الحافظ المزي، فالمزي في هذا الباب أعجوبة في ترتيب الكتاب بحيث يذكر الصحابي ثم يذكر المكثرين عنه وهكذا بمنهجية دقيقة حسب حروف المعجم، ابن حجرلم يلتزم هذا الشيء ولعل السبب في ذلك هو نفسه السبب المتقدم أنه مات قبل أن يحرره.
الكتاب ومؤلفه رمز الكتاب
موطأ الإمام مالك بن أنس يُفصح بذكره
مسند الإمام الشافعي يُفصح بذكره
مسند الإمام أحمد بن حنبل يُفصح بذكره
مسند الدارمي (مي)
المنتقى لابن الجارود (جا)
صحيح ابن خزيمة (خز)
مستخرج أبي عوانة
شرح معاني الآثار للطحاوي (طح)
صحيح ابن حبان (حب)
سنن الدارقطني (قط)
مستدرك الحاكم (كم)
الفائدة الخامسة: (فوائد كتاب إتحاف المهرة) الحقيقة أنَّ هذا الكتابَ مليء بالفوائد والدرر, وقد طبع كاملا تسعة عشر مجلدا وباقي فهارس أربع مجلدات فهارس, وأما فوائد الكتابِ فنجملها بما يلي:
(1) كلام ابن حجر على نقد الأخبار وبيان علل الأسانيد, وذاكَ كحديث أبي جحيفة المشهور قال: "أكلت ثريدة من خبز بر بلحم سمين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أتجشأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اُكفف من جشائك فإن أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم في الآخرة جوعا " فهذا الحديث مشهور وضعفه بعض المعاصرين لكن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد نقل ابن حجر في كتابه إتحاف المهرة عن كبار الحفاظ تضعيف هذا الحديث، نقله عن أحمد ويحيى بن معين.
(2) أن ابن حجر يتعقب الحاكم في المستدرك وقد تعقبه في مئات المواضع, فمثلا أن ابن حجر قال في موضع: قال الحاكم: صحيح على شرطهما. قال ابن حجر قلتُ: هذه مجازفة قبيحة، فإن عمرو بن الحصين كذبوه. وكذلكَ في موضعٍ آخرَقال الحاكم: صحيح الإسناد. قال -ابن حجر-: كذا قال فزل زلة عظيمة؛ فإن خالد بن عمرو كذبوه .. وغيرها من التعقبات والاستدراكاتِ.
(3) أنَّ ابن حجر يُبين مناهج المحدثين في الجرح والتعديل وفي التصنيف وفي العلل, إذ قال في موضع: وصححه ابن القطان لأنه لا يرى الاختلاف في الإرسال والوصل علة كما هو رأي أبي محمد بن حزم، وقال في موضع آخر: صححه ابن القطان وقال: الإرسال لا يُعلّ الوصل وهي طريقة الفقهاء.
¥