يقول السخاوي –وكانَ شاهداً-: كنت جالسا عند الحافظ ابن حجر فجاءه أحد التلاميذ، جاء وهو فرح قال له ابن حجر: لماذا أنت فرح؟ قال: إن فلان الذي يناوئك ويحسدُك ويحاول أن يضرَّك قد سُجِن اليوم. فغضب ابن حجر غضبا شديدا، قال: إنما يفرح بهذا فاسق!
* وتجد الواحد منا يفرح إن رأى أحد مناوئيه قد سجن أو عذب , فيجب على الإنسان أن يستشعر أهمية ضبط اللسان في الكتاب والسنة قال تعالى ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) وقال تعالى ((وقولوا للناس حسنا)) .....
لذلك الإمام البخاري رحمه الله عَقَد في صحيحه بابا قال: بابٌ حفظ اللسان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" وقوله تعالى: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))، وذكر البخاري عدة أحاديث منها حديث سعد بن سهل قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" وذكر أيضا حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" وذكر حديث أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالا يهوي بها في جهنم".
ومن القصص الجميلة في "ضبط اللسانِ":
أن سفيان بن حسين مرة كان جالسا عند إياس بن معاوية –من التابعين الأجلاء- يقول سفيان بن حسين: وكان عندنا رجل جالس فقام هذا الرجل فلما قام هذا الرجل تكلمتُ فيه [أخذ يغتابه] فأخذ إياس بن معاوية ينظر إليّ ولا يقول شيء. يقول: حتى فرغت، فلما انتهيت قال لي إياس بن معاوية: يا سفيان؟ قلت: نعم، قال: غزوتَ الديلم؟! قلت: لا، قال: غزوت السند؟! قلت: لا، قال: غزوت الهند؟! قلت: لا، قال: غزوت الروم؟! قلت: لا، قال: يا سفيان يَسلَم منك السند والهند والروم والديلم وليس يسلمُ منك أخوك هذا!! يقول: والله استحييت وما عدتُ لهذا أبدا!
* وتجد بعض الناس يجعل الكلام على الناس فاكهة له يتلذذ بالكلام, وتقول له: يا أخي الآن سلم منك الكفار وسلم منك أهل المذاهب المنحرفة ولا يسلم منك أخوك!.
* وفي هذا الختام أشير لكتاب جميل جدا يتعلق بضبط اللسان وهوَ (رفقا أهل السنة بأهل السنة) لفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد وهو كتاب نفيس جدا وأنصح طلبةَ العلمِ عامةً بقراءتهِ.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 02:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي
حبذا لو أنزلته على ملف ورد
لتسهيل التنسيق
وجزاكم الله خيرا على فوائدك
لا حرمنا الله منك ومن نفعك
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 02:36 م]ـ
وفي هذا الدرس الأخير أكون قد أنهيتُ كتابةَ جميع الفوائد المذكور في " المرحلة الأولى " مرحلة " علم التخريج ".
وسيأتي -بمشيئة الله وتوفيقه- المرحلة الثانية " دراسة الأسانيد ".
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 02:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي
حبذا لو أنزلته على ملف ورد
لتسهيل التنسيق
وجزاكم الله خيرا على فوائدك
لا حرمنا الله منك ومن نفعك
وفيكَ باركَ أخي الكريم .... وجزاكَ الله بمثله.
أبشرْ بما طلبتَ أخي الكريم , فسترى بما يقر عيناك -إن شاء الله-.
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 08:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا