وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي وذكر حديثا رواه خارجة بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي {صلى الله عليه وسلم} إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاحذروه.
فقال لي كذا رواه خارجة وأخطأ فيه ورواه الثوري عن يونس عن الحسن قوله ورواه غير الثوري عن يونس عن الحسن أن النبي {صلى الله عليه وسلم} مرسل
قال ابن أبي حاتم وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال رفعه إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} منكر) ..
وقد تابع السيوطي ابن ابي حاتم في الحكم بوقفه على الحسن، فقال كما في الجامع الكبير: (والصواب وقفه على الحسن، وقال أبو زرعة: رفعه منكر، وقال الضياء: أخرجته لأن ابن خزيمة أخرجه، وخارجة فيه كلام كثير) ..
ثم رأيته - السيوطي - قال عن اسناده بأنه (غريب ضعيف) كما في الجامع الصغير (1/ 686 التيسير، طبعة دار النشر / مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م) ..
وضعفه الحافظ العراقي في تخريجه لاحاديث الاحياء (3/ 28 طبعة دار االمعرفة - بيروت) متابعاً للامام الترمذي في حكمه ..
وقال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته: (قال: " إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان , فاتقوا وسواس الماء " رواه الترمذي وقال: غريب , ليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث , لا نعلم أحدا أسنده غير خارجة - يعني ابن مصعب - قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن , قوله ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء , وخارجة ضعيف , ليس بالقوي عند أصحابنا , وضعفه ابن المبارك قال: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو , وعبد الله بن مغفل. هذا آخر كلامه.
والذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تسمية شيطان الصلاة الذي يوسوس للمصلي فيها " خنزب " رواه مسلم في صحيحه من حديث عمارة بن أبي العاص الثقفي ... ) ..
وضعفه الارنؤوط في تحقيقه للمسند (5/ 136 برقم 21276 طبعة مؤسسة قرطبة - القاهرة، بتحقيق الارنؤوط) فقال: (إسناده ضعيف جدا) ..
وقال الدكتور محمد مصطفى الاعظمي في تحقيقه لصحيح ابن خزيمة (1/ 63 برقم 122 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت، 1390 - 1970، بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي): (إسناده ضعيف ينفرد به خارجة بن مصعب وهو متروك و يدلس عن الكذابين)
قلت: وفي تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 343 برقم 1660 طبعة مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة الطبعة الأولى، 1399 - 1979، بتحقيق الدكتور أحمد محمد نور سيف) قال: (سمعت يحيى يقول قد روى سفيان الثوري عن بيان عن الحسن إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان قال يحيى هذا بيان رجل غير بيان بن بشر) ..
والحسن البصري رحمه الله رأي جمع منالصحابة رضي الله عنهم.
ولوكان ثابت عنده عن النبي صلي الله عليه وسلم لما قال (يقال إن للوضوء .. ).
كما رواه الشاشي في مسنده في مسند عتي بن ضمرة السعدي عن أبي باسناد ضعيف: (حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري، نا محمد بن دينار، عن يونس، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة السعدي، عن أبي قال،: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن للوضوء شيطانا يقال ولهان، فاتقوا وساوس الماء). حدثنا ابن أبي خيثمة، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة السعدي، قال: قلت لأبي بن كعب: ما شأنكم يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نأتيكم من القرية نرجو عندكم الخبر نستفيده، ثم ذكر الحديث) ..
ورواه القاسم بن سلام في الطهور في باب فضل الوضوء في غير حدث والرخصة في تركه موقوفاً على سفيان: (حدثنا محمد، قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو شهاب، عن سفيان، قال: شيطان الوضوء يقال له الولهان)
قلت: وقد يظن احدهم انه من قول سفيان!، وليس كذلك، ولكن سفيان نقله عن الحسن البصري كما ذكرنا في الاثر قبله في تاريخ ابن معين ..
واليه اشار ابن ابي حاتم في علله (1/ 53): برقم (130)، وتبعه في ذلك السيوطي في الجامع الكبير بقوله: (والصواب وقفه على الحسن) ..
فتنبه!!
¥