تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الذهبي في الميزان (1/ 625) برقم (2397) في ترجمة خارجة بن مصعب وعده من منكراته فقال: (انفرد بخبر: إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان.

وقد ساق ابن عدى في ترجمته نحوا من عشرين حديثا مناكير وغرائب.

ثم قال: له حديث كثير، وأصناف فيها مسند ومقاطيع، وهو ممن يكتب حديثه.

عندي أنه يغلط ولا يتعمد).

وبرأه ابن عدي في الكامل (3/ 54 برقم 609 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الثالثة، 1409 - 1988، بتحقيق يحيى مختارغزاوي) بعد ايراده للحديث في ترجمة خارجه، وحمل العهدة على غيره، فقال: (وهذا يرويه عن يونس بن عبيد خارجة ............ )

الى ان قال (3/ 57 برقم 609 طبعة دار الفكر - بيروت الطبعة الثالثة، 1409 - 1988، بتحقيق يحيى مختارغزاوي): (له حديث كثير أضاف فيها مسند ومقاطيع وحدث عنه أهل العراق وأهل خراسان وهو ممن يكتب حديثه وعندي أنه إذا خالف في الإسناد أو في المتن فإنه يغلط ولا يتعمد، وإذا روى حديثا منكرا فيكون البلاء ممن رواه عنه فيكون ضعيفا وليس هو ممن يتعمد الكذب) ..

قلت: وفي كلامه نظر.، وهو مدفوع بما ذكره ابن ابي حاتم وغيره.

وقال الحافظ المناوي في فيض القدير (2/ 503 طبعة المكتبة التجارية الكبرى - مصر الطبعة الأولى، 1356): (قال الترمذي غريب ليس إسناده بالقوي لا نعلم أحدا أسنده غير خارجة بن مصعب انتهى وقد رواه أحمد وابن خزيمة أيضا في صحيحه من طريق خارجة قال ابن سيد الناس ولا أدري كيف دخل هذا في الصحيح قال ابن أبي حاتم في العلل كذا رواه خارجة وأخطأ فيه وقال أبو زرعة رفعه منكر وقال جدي في أماليه هذا حديث فيه ضعف وخارجة ضعيف جدا وليس بالقوي ولا يثبت في هذا شيء انتهى وذلك لأن فيه خارجة بن مصعب وهاه أحمد وكذبه ابن معين في الميزان أنه انفرد بهذا الخبر وقال في التنقيح وهوه جدا وقال ابن حجر خارجة ضعيف جدا وقال أبو زرعة رفعه منكر وظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرجه غير الترمذي وإلا لذكره تقوية له لضعفه وليس كذلك بل رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند) ..

قلت: وقد اورده الحافظ ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 345 برقم 567 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1403، بتحقيق خليل الميس) فقال: (انا الكروخي قال انا الأزدي والغورجي قالا حدثنا المحبوبي قال انا الترمذي قال انا محمد بن بشار قال انا ابو داؤد قال حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي بن ضمرة السعدي عن ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء

قال الترمذي حديث ابي غريب وليس اسناده بالقوي عند اهل الحديث لا يعلم احد يسنده غير خارجة وخارجة ليس بالقوي عند اصحابنا ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء

قلت خارجة ضعفه ابن المبارك والدارقطني وقال يحيى بن معين ليس بثقة وقال احمد لابنه لا تكتب عنه وقال ابن حبان لا يحل الاحتجاج بخبره حديث في الماء المستعمل) ..

وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة (2/ 71 طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1981، بتحقيق العلامة المحدث عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري) برقم (25): (حديث إن شيطانا بين السماء والأرض يقال له الولهان معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود وله خليفة يقال له خنزب فإذا لم يستقبل العبد شيئا أخذه بالوضوء حتى يهلكه فمن أصابه شيء من ذلك فإذا قدم الوضوء فليقل أعوذ بالله من خنزب وأشباهه من أهل الأرض سبع مرات فإنه ينقطع عنه ويكفيه من الماء للوضوء ما يكفي من الدهن (ابن الجوزي) في الواهيات وقال الحديث على هذا الوصف موضوع والمتهم به حبيب بن أبي حبيب.

(قلت) قوله على هذا الوصف يشير إلى أن ذكر الولهان جاء في حديث آخر على غير هذا الوجه وهو ما رواه الترمذي وغيره عن أبي مرفوعا إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء وفي إسناده ضعف فإنه من طريق خارجة بن مصعب ولذلك أورده ابن الجوزي في الواهيات والله تعالى أعلم)

وادرجه القاوقجي في اللؤلؤ المرصوع (ص 65 طبعة دار البشائر الإسلامية، بتحقيق فواز أحمد زمرلي) برقم (92) فقال: (حديث إن شيطانا بين السماء والأرض يقال له الولهان معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود وله خليفة يقال له خنذب قال ابن الجوزي موضوع) ..

وانظر كذلك المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للقاري (ص 56 طبعة مكتب المطبوعات الإسلامية، بتحقيق العلامة عبد الفتاح أبو غدة) وتذكرة الموضوعات للفتني (ص 32)، والعجلوني في كشف الخفاء (1/ 228 طبعة دار إحياء التراث العربي)

وجاء في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (ص 14) برقم (112): (قلت لأبي: إني اكثر الوضوء فنهاني عن ذلك وقال يا بني يقال إن للوضوء شيطان يقال له الولهان وقال في ذلك غير مرة نهاني عن كثرة صب الماء وقال لي أقلل من هذا يا بني) ..

قلت: واحمد هنا لم يقل: (قال رسول الله صلي الله عليه وسلم)، وانما ذكر ذلك بصيغة التمريض " يقال " ولم يجزم به ..

ثم رأيت في شرح سنن ابن ماجة للسيوطي، وعبدالغني، وفخر الحسن الدهلوي (ص 34 طبعةقديمي كتب خانة - كراتشي) كلاماً جميلاً نقلاً عن الطيبي على هذه التسمية حيث جاء: (قوله فاتقوا وسواس الماء قال الطيبي: أي وسواسه هل وصل الماء الى أعضاء الوضوء أم لا وهل غسل مرتين أو مرة وهل طاهر أو نجس أو بلغ قلتين أو لا قال بن الملك وتبعه بن حجر أي وسواس الولهان وضع الماء موضع ضمير مبالغة في كمال الوسواس في شأن الماء أو لشدة ملازمته له) ..

ولعل هذا انسب ما يقال في المسألة تأليفاً بين الآراء ..

ولم يصح حديث في أسماء الشياطين غير (خنزب) في صحيح مسلم، وابليس في الكتاب والسنة ..

والباقي أكثره من الضعيف والموضوعات ..

واما ما ذكره القرطبي في تفسيره (10/ 421) عند قوله تعالى (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني) نقلاً عن الطبري؛ فلا يصح منه شيء الا اسم (خنزب)، ومثله ما جاء في كشاف القناع عن متن الإقناع ..

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير