تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكلام حول حديث عبد الله بن عمرو في تعليق الصكوك للصغار من ولده]

ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 11:41 ص]ـ

وجدت شيخا ليس عليه بهاء العلماء وأشبه بعامي في لباس شيخ يحبه الأحباش ويضعون بعض مقاطع الفيديوا له في الفايس بوك تكلم حول مسألة تعليق الحروز وما شابه وتكلم باللغة العامية وإليكم رابط الفيديو لمن أراد الإتطلاع عليه

http://www.facebook.com/video/video.php?v=109905502369642&ref=nf

وقد أتعبني ورائه هذا الشيخ في البحث على هذا الحديث فإنه لم يذكر لا جزء ولا صفحة ولم يقرأ باللغة العربية فجعل البحث أصعب لكن الحمد لله وجدت الحديث قد رواه الترمذي في سننه ج 5/ ص 542 حديث رقم: 3528

حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال * إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره قال وكان عبد الله بن عمر يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

وتحسين الترمذي ليس على بابه فيدخل خفيف الضعف فيه كما يتضح جليا من تطبقات الترمذي كأن يقول حديث حسن فليس إسناده بذاك أو ليس إسناده بمتصل كذالك من كلام في العلل الصغير فمن الخطأ محاسبة أبي عيسى لإصطلاح وضع فيما بعد

وطبعا السند معل بعنعنة بن إسحاق فإنه امام في المغازي والسير صدوق في الحديث مدلس رحمه الله وتدليسه يضر فيجب أن نقف على تصريحه بالسماع وهذا مفقود في سنده هذا كذا في المستدرك للحاكم السند بالعنعنة

وقد جرى على عادته في تصحيح الحديث

ومحمد بن إسحاق هذا وضعه الحافظ بن حجر في المرتبية الرابعة من كتابه تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس

وقال محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني صاحب المغازي صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما إنتهى

قلت والحديث مشهور في الكتب في سنن ابو داود ومسند أحمد والسنن الكبرى للنسائي والحاكم وابن عبد البر في التمهيد وبن عساكر في تاريخ دمشق والدعاء للطبراني وغيرهم كلهم من طريق بن إسحاق معنعنا فيبقى على ضعفه لكن وجدت متابعة لمحمد بن اسحاق فقد تابعه الإمام يحيى بن سعيد الأنصاري الإمام الثقة الثبت الكبير رواه عنه أسماعيل بن عياش الشامي وهو لا يحتج به في غير أهل بلده ويحيى بن سعيد الأنصاري مدني فيسأنس به في مثل هذه الحالة وحديثه في كتاب موضح اوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي ج: 2 ص: 454 تحقيق د قلعجي وبهذا يكون الحديث لا بأس به في الجملة وقد إرتفعت علة العنعنة لكن السند إلى يحيى بن سعيد موضوع ساقط تالف فيه أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني هذا كذاب يضع الحديث

اتهمه الدارقطني بالتركيب، وكذبه في سماعه من ابن الفرات

قال الخطيب البغدادي كتبوا عنه ثم تبين كذبه فمزقوا حديثه وكان يضع الأحاديث للرافضة

وقد وصفه بالحفظ بن تمام الرازي وهذا لا إشكال فيه فكم من حافظ إتهم بالكذب كالشاذكوني وبن حميد الرازي شيخ الطبري فالحافظ إذا اتهم بالكذب سقط كل حديثه ولا كرامة

قال حمزة الدقاق كان يضع الحديث وقد كتبت عنه وكان له سمت ووقار

وتلك المصيبة فقد يغر الناس وطلبة الحديث الجهال بوقاره فيأخذون عنه الحديث ظاننين أنه ثقة لكن أمثال الدقاق لا ينطلي عليهم ذالك فكلامه هذا فيه تحذير من خبث هذا الرجل فخطره عظيم على العوام فكأنه قال أنتبهوا له فهو له سمت ووقار فكتبت عنه لأعلم حديثه الموضوع خشية أن ينتشر بين الناس وبين طلبة الحديث الذين قد يغشهم سمته ويخدعون فيه وفعل حمزة الدقاق هذا شبيه بفعل يحيى بن معين حين كتابته لحديث أبان عن أنس خشيت أن تصحف ثابت عن أنس فثابت ثبت وأبان متروك

قال عنه عبد بن أحمد الهروي قعد للرافضة وأملأ عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع

فهذا جرح كبير في عدالته فأمثال هذا الكذاب الرافضي حديثه صفر على الشمال لا عبره به ساقط بالكلية

وبالرغم من وهاء إسناده إلا أنه لم يذكر فيه موضع الشاهد

ملاحظة

وجائت متابعة لإبن إسحاق كما في خلق أفعال العباد للبخاري ج 1/ ص 89 طبعة دار الرسالة قال أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان الوليد بن الوليد رجل يفزع في منامه وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من عضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فقالها فذهب ذلك عنه وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من بلغ من بنيه علمه إياهن ومن كان منهم صغيرا لا يعيها كتبها وعلقها في عنقه ولكن هذا تصحيف وكذالك نسخة المكتبة الشاملة فيها تصحيف في هذا الموضع والله تعالى أعلم لأسباب

أولا= أن أحمد بن خالد لا يعلم له شيخ إسمه محمد بن إسماعيل بل حديثه عن بن إسحاق في كثير من دواوين السنة

ثانيا= لا يعلم عمرو بن شعيب تلميذ إسمه محمد بن إسماعيل بل بن إسحاق من المشهورين بالرواية عنه

ثالثا= أن الحديث مشهور من حديث بن إسحاق تفرد به

رابعا= أن الطبعة المحققة من دار أطلس الخضراء وهي أصح وأدق جاء فيها بن إسحاق وليس بن إسماعيل وهو الصواب ج2ص232

فالخلاصة أن الحديث ضعيف أو بالأحرى خفيف الضعف ولكن نفترض جدلا صحة الحديث وأنه خال من كل ما ذكر فيه من علل يبقى المتن

وكان عبد الله بن عمر يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه

هذا صريح وقطعي أن اولاده الكبار لا يضعونها فخص بذالك من لم يبلغ وكلام الشيخ الذي في الفيدو عام فتنبهوا بارك الله فيكم فقد جاء عن بن عمرو فقط ولا يثبت ذالك عنه عند التحقيق وطبعا مسألة وضع الحروز مسألة تحتاج لمزيد كلام لكن لعلي قلت ما فيه الكفاية حول هذا الحديث

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير