وقال ابن عمَّار الشهيد: «حديث سليمان التَّيمي عن قَتادة عن أبي غلاب حديث أبي موسى وفيه من الزِّيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ... وقوله: "وإذا قرأ فأنصتوا" هو عندَنا وهم من التَّيمي ... » (5).
وفي مقابل ذلك قبول بعض الحفَّاظ لزيادة الضعيف، لأنَّ النَّقص أسهل.
قال ابن أبي حاتم لأبيه: «لِمَ حكمت برواية ابن لهيعة؟ فقال: لأن في رواية ابن لهيعة زيادة رجل، ولو كان نقصان رجل كان أسهلَ على ابن لهيعة حفظُهُ» (6).
إلا أن هذه القرينة ربما أهملت لأسباب أخرى يراها الناقد، فلا يعترض على الحافظ في ترجيحه إذا كان على أصل ثابت وله فيه حجة مسلوكة، وإن كان قوله في حديث معين مرجوحاً.
قال ابن معين مرجحاً من هو أقل حفظاً: «القول قول مستلم بن سعيد، وصحَّف شعبة» (1).
وقال النسائي في حديث: «قَتادة أثبت وأحفظ من أشعث، وحديث أشعث أشبه بالصواب» (2).
وأما حفظ الكتاب (3)، فإن الكتابة من أهم وسائل الضَّبط والإتقان، وبدونها وقع كثير من المحدِّثين في الوهم والخطأ.
فإذا اختلف راويان فأكثر على شيخ، نظر فيمن كان يكتب عنه، فإذا وجد، كان جانبه أقوى من هذه الحيثية.
قال أحمد عن عبيد الله الأشجعي الكوفي: «كان يكتب في المجلس، فمن ثَمَّ صحَّ حديثه» (4)، وتعليله هنا كالنصِّ على القرينة، لذا قال ابن معين عنه بأنه أعلم النَّاس بسفيان الثَّوريِّ من أهل الكوفة (5).
ومن دلائل هذه القرينة قول ابن المبارك: «إذا اختلف النَّاس في حديث شعبة، فكتاب غُنْدَر حكم بينهم».
وذكر ابن خِراش عن الفلاس قوله: «كان يحيى وعبد الرحمن ومعاذ بن خالد وأصحابنا إذا اختلفوا في حديث شعبة، رجعوا إلى كتاب غُنْدَر، فحكم بينهم».
ولذا أصبح من أقلِّ أصحاب شعبة خطأً كما قال الإمام أحمد.
وقدَّمه أبو زرعة - في حديث - على اثنين، هما أبو داود الطَّيالسي ويحيى بن زكريا، خالفاه في شعبة (6).
ومما ذكر في أوهامه النادر عنه قول أبي حاتم: «هذه الزِّيادة التي زاد غُنْدَر عن شعبة في الإسناد، ليس بمحفوظ» (7).
ومن شواهد الاعتماد على الكتاب، الخلافُ على الَّليث بن سعد في حديث، أهو عن سعد بن مالك مرفوعاً أم سعيد بن أبي سعيد مرسلاً؟ قال أبو زرعة: «في كتاب الليث في أصله: سعيد بن أبي سعيد، ولكنْ لُقِّنَ بالعراق: عن سعد» (1).
وقال يزيد بن هارون: «أدركت البصرة وإذا اختلفوا في حديث، نطقوا بكتاب عبد الوارث» (2).
وقال منصور: «قلت لإبراهم النخعي: مالسالم بن أبي الجعد أتمَّ حديثاً منك؟ قال: لأنه كان يكتب» (3).
وقال أبو حاتم: «وأما الحفَّاظ وأصحاب الكتب فكانوا يميِّزون كلام الزُّهري من الحديث» (4).
وقال أيضاً مرجحاً بالكتاب: «مالك صاحب كتاب» (5).
وهذا أحمد يرجِّح بسبب الكتابة.
قال أبو طالب لأحمد: «من أحبُّ إليك، يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل، لأنه كان صاحب كتاب» (6).
وهذه القرينة ربما خانت صاحبها فأثرَّت عليه، كما حصل لجرير بن عبد الحميد الضَّبِّي حيث قال: «اضطرب عليَّ حديث أشعث وعاصم، فقلت لبهز بن أَسَد البصري، فخلَّصها لي، وكانت في دفتر واحد» (7).
... والكتاب مفيد وممتع ...
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[10 - 05 - 10, 10:13 ص]ـ
فعلاً كتاب مفيد وماتع من خلال هذا البحث.
هل يوجد منه في مكتبات بلاد الشام إن كنت تعلم؟
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[10 - 05 - 10, 02:14 م]ـ
فعلاً كتاب مفيد وماتع من خلال هذا البحث.
هل يوجد منه في مكتبات بلاد الشام إن كنت تعلم؟
أنا من القصيم، وكيف لي علم بمكتبات الشام!!
خذه على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1226383
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - 05 - 10, 03:40 م]ـ
المهم إخواني أساس الموضوع ...... ابتسامة
زيادة ثقة معتيرة أم زيادة ثقة شاذة؟؟؟!!!
بارك الله فيكم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 06:47 ص]ـ
المهم إخواني أساس الموضوع ...... ابتسامة
زيادة ثقة معتيرة أم زيادة ثقة شاذة؟؟؟!!!
بارك الله فيكم
لدي نقاط:
الأولى: حصل لبس في نقلي من كتاب الزرقي وهو أن الأخ يتكلم في قضية ونقلتُ من الكتاب في قضية أخرى وهي أن الحافظ يجوز عليه تعدد الأسانيد كشعبة فليتنبه!
¥