تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قول الدارقطني: (وكذلك رواه ... ) يحتمل أن يريد بها سندا ومتنا،فيكون الراجح في لفظة (إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه) أنها غير محفوظة في هذه الطريق،ويحتمل أن يريد بها وكذلك سندا فيكون الراجح في هذه اللفظة أنها موقوفة في كلا الإحتمالين فهي غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[28 - 05 - 10, 06:17 م]ـ

الخلاصة:

أن رفع اليدين من الركعتين لا يصح مرفوعا،وما ساقه الإمام البخاري رحمه الله تعالى من المتابعات فقد علمت أنها لا نصح مرفوعة وليس فيها شاهد،فإن قال قائل:للحديث شواهد فقد ذكرها البخاري في جزئه وأشار إليها غير واحد،منهم الحافظ ابن حجر في الفتح '2_260).

فأقول:

أما حديث أبي حميد،فأخرجه الامام الدارمي رحمه الله تعالى (1_361) أخبرنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عمرو بن عطاء قال:سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم أبو قتادة قال:أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقالوا لم؟ فما كنت أكترنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة،قال:بلى قالوا:فأعرض قال: ((كان رسول الله الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه ختى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه حتى يرجع كل عظم إلى موضعه،ولا يصوب رأسه ولا يقنع،ثم يرفع رأسه فيقول (سمع الله لمن حمده)،ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه _يظن أبو عاصم أنه قال:حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا _ ثم يقول: (الله أكبر)،ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبه،ثم يسجد،ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد،ثم يعود فيسجد ثم يرفع رأسه،فيقول: (الله أكبر) ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا،ثم يقوم فيصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك،فإذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحادي بهما منكبيه كما فعل عند افتتاح الصلاة،ثم يصنع مثل ذلك في بقية صلاته حتى إذا كانت السجدة أو القعدة التي يكون فيها التسليم أخد رجله اليسرى وجلس متوركا على شقه الأيسر قال:قالوا صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

وأخرجه أحمد (5_424) والبخاري في جزئه (20) والترمذي (304) (305) وأبو داود (730) وابن الجارود (192) والبزار في مسنده (9_162) وابن خزيمة (587) وابن ماجة (862) والطحاوي في (شرح معاني الآثار) (1_223)

وابن حبان كما في الإحسان (3_171) (3_177) والبيهقي (2_72) (2_137) من طرق عن عبد الحميد بن جعفر.

قلت:

((وقد اختلف في متن الحديث،فأخرجه ابن خزيمة (677) حدثنا محمد بن رافع ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي حدثنا عبد الحميد ين جعفر المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء قال:سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أنا أعلمكم بصلاة رسول الله قالوا: ماكنت أقدمنا له صحبة ولا أطولنا له تباعه،قال:بلى فأعرض قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إدا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه،ثم كبر واعتدل قائما حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا،ثم يقرأثم يرفع يديه ويكبر ويركع فيضع راحتيه على ركبتيه ولا يصب رأسه ولا يقنعه ثم يقول (سمع الله لمن حمده) ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يكبر ويسجد فيجافي جنبيه ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها،ويفتح أصابع رجله اليمنى ثم يقوم فيصنع مثل ماصنع حين افتتح الصلاة)).

وأخرجه ابن حبان كما في الإحسان (3_169)،'3_173) بنحوه.

قلت:

فأنت ترى أن هذا اللفظ ليس فيه ذكر رفع اليدين عند القيام من الثنتين ومدار الحديث على عبد الحميد بن جعفر،فالرواة عنه تارة يذكرونها وتارة لا يذكرونها،وهذا الاضظراب في ذكرها وعدم ذكرها من عبد الحميد بن جعفر فإنه وإن كان وثقه الحفاظ إلا أن بعضهم لينه قال أبو حاتم لا يحتج به وقال النسائي:ليس بالقوي،وقال ابن عدي:أرجو أنه لا بأس به وهو ممن يكتب حديثه،قال ابن حبان:ربما أخطأ، وقال الحافظ ابن حجر:صدوق ربما أخطأ.

والحديث أصله في البخاري من طريقه مختصرا،فتفرده بهذه اللفظة مع اضظرابها فيها وتليين الحفاظ له يجعل هده الزيادة غير مقبولة.

والحديث قد أخرجه أبو داود (733) حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم ثنا أبو بدر حدثني زهير أبو خيثمة ثنا الحسن بن الحر حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمروبن عطاء أحد بني مالك عن عباس أو عياش بن سهل الساعدي أنه كان في مجلس فيه أبوه وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي مجلس أبو هريرة وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد بهذا الخبر يزيد أو ينقص قال فيه:ثم رفع رأسه _يعني من الركوع _ فقال) سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد) ورفع يديه ثم قال:الله أكبر فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس فتورك ونصب قدمه الأخرى ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك،ثم ساق الحديث قال:ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أرد أن ينهض للقيام قام بتكبيرة ثم ركع الركعتين الأخريين ولم يذكر التورك في التشهد.

وأخرجه ابن حبان (3_170) أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال:حدثنا الوليد بن شجاع السكوني قال:حدثنا أبي قال:حدثنا أبو خيثمة به مع زيادة،وقال ابن حبان:سمع هذا الخبر محمد بن عمروبن عطاء عن أبي حميد الساعدي وسمعه ابن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه فالطريقان محفوظان،وهذه المتابعة رجال إسنادها ثقاتإلا عيسى بن عبد الله بن مالك،قال الحافظابن حجر:مقبول،ولم يذكرفيها رفع اليدين عند القيام من الركعتين،وهي وإنلم تكن مما يحتج به إلا أنها لا تقصر عن إفادة ترجيح عدم حفظ هذه الزيادة في الحديث،والله اعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير