['خطأ في عدة طبعات لصحيح مسلم اغتر به جمع من المحققين، مقالةللشيخ محمد عمرو عبداللطيف]
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 01 - 05, 11:54 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...
وبعد ..
فإني كنت قد استأذنت شيخنا المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف - حفظه الله - أن أخص ملتقى أهل الحديث بفائدة أو فائدتين من كتابه (حديث «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ... » في الميزان).
وهو الكتاب الذي سيطبع قريباً - إن شاء الله - كحلقة ثانية من (سلسلة أحاديث ومرويات في الميزان) ..
تلك التي بدأها الشيخ بحديث (قلب القرآن يس) وجملة مما روي في فضلها منذ أحد عشر عاماً!
وكنت قد ذكرت سابقاً أن الكتاب غزير الفوائد كما تعودنا من الشيخ.
وقد اجتزأت هذه المقالة الآتية من الكتاب، وليست هي بأعجب ما فيه وأفيد والله يشهد، وفيها تعليق الشيخ على كلام الحاكم في زيادة الثقة، وأيضاً بيان بعض أعاجيب المحققين ..
وجزاكم الله تعالى خيراً.
=================
قال الشيخ محمد عمرو بن عبداللطيف - حفظه الله -:
[وعَوْدٌ إلى (علي بن حفص) - رحمه الله - فمما أخطأ فيه بيقين: ما رواه مسلم في «مقدمة صحيحه» (1/ 10 رقم 5)، وأبو داود (2/ 594)، وابن حبان (30) والحاكم (1/ 112) وغيرهم من طرق عنه قال: حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع» (1) وخالفه المشاهير وغير المشاهير (2) من أصحاب شعبة - رحمه الله - فممن وقفت عليه منهم:
1 - محمد بن جعفر الهذلي البصري غُنْدَرْ.
2 - عبد الرحمن بن مهدي العنبري البصري.
3 - معاذ بن معاذ التميمي العنبري البصري.
4 - سليمان بن حرب الواشحي البصري.
5 - حفص بن عمر النَّمَري الحوضي البصري.
6 - وهب بن جرير بن حازم الأزدي الجهضمي البصري.
7 - أبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي.
8 - النَّضر بن شميل المازني البصري النحوي نزيل مرو.
ففي (مسند أبي هريرة) من «علل الدارقطني» (س 2008) قال البرقاني - رحمه الله -:
«وسُئِل - يعني: أبا الحسن الدارقطني رحمه الله - عن حديث حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع» فقال: يرويه شعبة واختلف عنه؛ فرواه علي بن حفص المدائني عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وخالفه أصحاب شعبة، رووه عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم مرسلاً عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -، وكذلك قال غندر، والنضر بن شميل، وسليمان بن حرب، وغيرهم.
والقول قولهم، وأخرج مسلم حديث علي بن حفص عن أبي بكر بن أبي شيبة المتصل، ثم رواه بإسناده إلي علي بن حفص المدائني به موصولاً، وقال: (تفرد به علي بن حفص عن شعبة متصلاً)».
وفي (مسند أبي هريرة) أيضاً من «التتبع» للداراقطني أيضاً - رحمه الله - (الحديث الثامن ص 130 - 131):
«وأخرج مسلم عن أبي بكر عن علي بن حفص عن شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -:
(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) والصواب مرسل، قاله معاذ وغندر وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم».
قلت: الإعلال صحيح لا ريب فيه، ولكن لا يصح تعقُّبُ هذا الحديث على الإمام مسلم - رحمه الله -، فإن أحاديث «المقدمة» ليست على شرطه في أصل «الصحيح».
ثم إنه أشار إلى العلة بتقديمه المرسل من وجهين بلغا الغاية في الصحة إلى شعبة - رحمه الله -.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - عند تعليقه على هذا الحديث: «والعذر لمسلم واضح، وهو أنه قدم المرسل ثم ذكر الحديث المسند، وأيضاً ذكره في المقدمة ولم يذكره في أصل الكتاب كما قاله الحاكم ج1 ص112. والله أعلم».
¥