تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ياملائكتي إذا دعا الصنم فلم يجبه ودعا الصمد فلم يجبه فأي فرق بين الصنم والعبد]

ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[17 - 05 - 10, 06:01 م]ـ

كان هناك شيخ كبير يعبد صنما دهرا طويلا ثم حصل له أمر مهم فاستغاث به فلم يغثه فقال: يا أيها الصنم ارحم ضعفي فقد عبدتك دهرا طويلا فلم يجبه فانقطع عند ذلك الرجل رجاؤه منه ونظر الله إليه بعين الرحمه فخطر على قلبه أن يدعو الواحد الصمد فرمق بطرفه نحو السماء وقد وقع في الخجل وقال: ياصمد فسمع صوتا من الهواء يقول: لبيك ياعبدي أطلب ما تريد فأقر لله بالوحدانيه فقالت الملائكه: ربنا دعا صنمه دهرا فلم يجبه ودعاك مرة واحده فأجبته؟

فقال: ياملائكتي إذا دعا الصنم فلم يجبه ودعا الصمد فلم يجبه فأي فرق بين الصنم والعبد.

ما حال هذه القصة؟

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 06:10 ص]ـ

هذا فيه حديث عن الجبار جلّ وعلا وعن ملائكته، فلا بدّ من التثبت فيه.

فقد قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

وقال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

وهذه القصة ذكرها بلا إسناد الصفوري (توفي عام 894 هـ) في كتابه (نزهة المجالس) (1/ 24) فقال: " حكاية: كان ببلاد الهند شيخ كبير يعبد صنما دهرا طويلا ثم حصل له أمر مهم فاستغاث به فلم يغثه فقال يا أيها الصنم ارحم ضعفي فقد عبدتك دهرا طويلا فلم يجبه فانقطع عن ذلك رجاؤه منه ونظر إليه بعين الرحمة فخطر على قلبه أن يدعو الصمد فرمق بطرفه نحو السماء وقد وقع في الخجل وقال يا صمد فسمع صوتا من الهواء يقول لبيك يا عبد اطلب ما تريد فأقر الله بالوحدانية فقالت الملائكة ربنا دعا صنمه دهرا فلم يجبه ودعاك مرة واحدة فأجبته فقال يا ملائكتي إذا دعا الصنم فلم يجبه ودعا الصمد فلم يجبه فأي فرق بين الصنم والصمد ".

فمثل ذلك لا يصحّ ولا يجوز نسبته إلى الله عز وجل لأنه يكون ــ عندئذٍ ــ من القول على الله بغير علمٍ وهو من أشد المحرّمات في دين الله تعالى.

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:33 م]ـ

ثم أضيف فأقول:

هو في نفسه منكر، فإنه ينفي الفرق بين الصمد سبحانه وبين الصنم إذا لم يجب الله دعاء الداعي.

وهذا من أعظم الباطل، فإنّ الله قد لا يجيب بعض دعاء الصالحين فضلاً عن غيرهم، بل بعض دعاء الأنبياء وطلبهم! بل بعض دعاء سيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!!

فقد طلب نوح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ربه نجاة ابنه فقال سبحانه عنه: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

و طلب موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ربه أن ينظر إليه،فقال سبحانه عنه: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

وصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: {سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها} أخرجه مسلم (2890/ 20) وغيره.

وهذه الحكاية الباطلة المنكرة تجعل إجابة كل سؤال بل إجابة المشرك!!! كالواجب على الله تعالى!!! وإلا كان لا فرق بين الصمد تعالى وبين الصنم!!!

بل هذه الحكاية المنكرة تصوّر لنا الرب الجبار القهار سبحانه كأنه يستجدي من عبده الدعاء ويترقّبه؟!! تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

فالله هو الغني عن العباد كلهم وعن دعائهم؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير