تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اقول: كيف ينسجم قولكم بان الحسن قد يكون بمعنى الضعيف وهو الغالب في سنن الترمذي وبين نفس اعتراف الترمذي كما هو منقول عنه بقوله (صنفت هذا الكتاب و عرضته على علماء الحجاز والعراق و خراسان فرضوا به) اي ان الغالب على كتابه باعترافه هو المرضي والمرضي ان لم يكن صحيحا فهو حسن على اقل التقادير، فاعتقد ان رمي غالب احاديث الترمذي الموصوفة بالحسن بانها ضعيفة هو نوع من الاستعجال وهو مخالف لتصريح نفس الترمذي.

واني لاعتقد بان هذا التعقيد في فهم مصطلح الحسن عند الترمذي هو تعقيد تسبب به المعاصرين او المتاخرين والا فمقصوده من الحسن هو المقبول بلا اي تعقيد وهو ما يفهم من كلام الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في (شروط الأئمة أصحاب الكتب السنة) حيث قال: (كتابه عندي أتفع من كتابي البخاري و مسلم لأن كتابي البخاري و مسلم لا يقف على الفائدة منهما إلا للمتبحر العالم و كتاب أبي عيسى يصل الى فائدته كل أحد من الناس) وكل احد من الناس حينما يسمع وصف (الحسن) يتبادر الى ذهنه الحديث المقبول.

واعتقد ايضا وبحسب ما فهمته من الاخوة ومما قرات ان حمل مصطلح الحسن عند الترمذي على ثمانية انواع او معاني ناتج عن مقايسة حكم الترمذي بحكم غيره من النقاد، فحينما ياتي الباحث ويرى الترمذي قد حسن حديثا ما ثم يرجع الى غيره ويرى ان غيره قد ضعفه او رماه بعلة قادحة يحمل كلام الترمذي وتحسينه على ان الترمذي اراد بالحسن هاهنا الضعيف وليس المقبول، وهكذا ... .

فينبغي باعتقادي ان ينظر الى مصطلح اي عالم من العلماء بذاته مستقلا دون مقايسته بكلام غيره او حكم العلماء الاخرين، لاني وبصراحة لا اعتقد ولا اتقبل ان يحكم الترمذي على حديث بالحسن وهو يقصد منه بانه معلول او موضوع او مكذوب، فالحسن يا اخوتي هو الحسن والذي يتبادر الى الذهن عند سماعه هو المقبول لا الموضوع ولا المعلول.

نعم قد يكون حكم الترمذي على حديث ما بانه حسن معارض لحكم غيره على نفس الحديث بانه ضعيف او موضوع وهو امر اجتهادي فقد يطلع الترمذي على طريق او قرينة لم يطلع عليها القادحون فيحكم بحسنه وقد يعكس هذا الفرض فيطلع القادح على علة لم يطلع عليها الترمذي فيقدح فيما حسنه الترمذي.

وخلاصة الكلام لا داعي من محاولة تعقيد مصطلح الحسن عند الترمذي وحمله على ثمانية وجوه ومعاني فالحسن هو ما يكون مرضيا عند الترمذي بغض النظر عن احكام واقوال العلماء الباقين، اما اذا قسنا كلامه بكلام غيره وتصحيحه بتصحيح غيره اكتشفنا ان ما يحسنه الترمذي قد يعله او يضعفه او يصححه او يرسله غيره.

الاخ العزيز ابو محمد قلتم: (قد وجدت حال اشتغالي بجامع الترمذي في الكتب المطبوعة (حسن صحيح) فإذا عدت إلى التحفة أو إلى الجامع الكبير للسيوطي وجدت (حسن) فقط و تكرر معي هذا جدا).

اقول: هلا ذكرت لي عدة امثلة من ذلك للاستفادة الشخصية وجزيتم خيرا.

والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير