[تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!]
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[25 - 05 - 10, 11:33 ص]ـ
قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/710]: (حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
عن أبيها أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى وحصى تسبح فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو: أفضل؟! قول: سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا قوة إلا بالله مثل ذلك).
710 - [ضعيف]: أخرجه ابن حبان [رقم/837]، والحاكم [732/ 1]، والبزار [رقم/1201]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد عن أبيها به نحوه ...
قال البزار: «وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ».
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات أئمة.
وعائشة بنت سعد: امرأة جليلة صالحة، وثقها العجلي وابن حبان، وروى عنها جماعات من الكبار، واحتج بها البخاري وغيره.
وقد اختلف في سنده على ابن وهب!! فرواه عنه جماعة على الوجه الماضي، وخالفهم آخرون!!
فرووه عنه فقالوا: عن ابن وهب عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة بنت سعد عن أبيها به ... !! وزادوا فيه «خزيمة؟» وما: «خزيمة»؟!
هكذا أخرجه أبو داود [رقم/1500] والترمذي [رقم/3568]، والبيهقي في الشعب [1/رقم/602،603]، وفي «الدعوات» [2/ 4243/طبعة بدر البدر]، والنسائي في «الكبرى» كما «نتائج الأفكار» [1/ 81]، وفي «اليوم والليلة» كما في «تحفة الأشراف» [رقم/3954]، وأبو طاهر المخلص في «الجزء التاسع من الفوائد المنتقاة الغرائب عن الشيوخ العوالي/انتقاء أبي الفتح ابن أبي الفوارس» [رقم/143/مخطوط/بترقيمي]، والطبراني في الدعاء [رقم/ 1738]، ومن طريقه الحافظ في «نتائج الأفكار» [1/ 80 - 81]، والدورقي في مسند سعد [رقم/ 74]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب به ...
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث سعد».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»!
وقال الحافظ في «نتائج الأفكار»: «هذا حديث حسن ... ورجاله جال الصحيح إلا خزيمة فلا يعرف نسبه و لاحاله؟ و لا روى عنه إلا سعيد، ذكره ابن حبان فى «الثقات» كعادته في من لم يجرح ولم يأت بمنكر. وصححه الحاكم».
قلتُ: لا ريب في كون «خزيمة» شيخًا مجهول الجهالتين؟ غائب الحالين؟
وقد جزم الإمام في «الضعيفة» بأن هذا الاختلاف في سنده هو من قِبل سعيد بن أبي هلال نفسه!!
قال: «وسعيد بن أبي هلال مع ثقته حكى الساجي عن أحمد أنه اختلط!! وكذلك وصفه بالاختلاط يحيى، كما في الفصل لابن حزم [95/ 2]، ولعله مما يؤيد ذلك: روايته لهذا الحديث!! فإن بعض الرواة الثقات عنه لم يذكروا في إسناده خزيمة!! فصار الإسناد منقطعًا، ولذلك لم يذكر الحافظ المزي عائشة بنت سعد في شيوخ ابن أبي هلال».
قلتُ: الروايتان محفوظتان إلى سعيد دون كلام.
وسعيد: إمام حافظ فقيه، وثقه أكثر الأئمة وأثنوا عليه، فلْننظر في ما قيل فيه:
أما ما حكاه الساجي عن أحمد بشأن اختلاطه!! فالساجي لم يدرك أحمد ولا رآه أصلاً!! فينبغي التثبتُ فيما ينقله هو وغيره عن المتقدمين دون سندٍ متصل صحيح إليهم!!
وأما ما نقله ابن حزم بشأن اختلاط سعيد أيضًا عن يحيى-وأراه ابن معين-!! فالجواب عنه مثل الذي مضى.
وأما قول ابن حزم نفسه عن سعيد: «ليس بالقوي!!» فالكل يعرف مجازفات أبي محمد الفارسي؟ كما شرحنا ذلك شرحًا وافيا في كتابنا «أنهار الدم».
ولعله اعتمد على قول الإمام أحمد الذي حكاه الساجي عنه كما قاله الحافظ في التهذيب [95/ 4]،وقد رده عليه الإمام أحمد شاكر في تعليقه على «المحلى» [269/ 2]، وأجاد.
وبالجملة: فسعيد ثقة حافظ لم يثبت ما قاله أحمد عنه. ولا يؤثِّر فيه قول ابن حزم أصلاً.
وقد قال الحافظ في ترجمة سعيد من «هدي الساري»: «شذ الساجي فذكره في «الضعفاء» ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: «ما أدري أي شيء حديثه؟ يخلط في الأحاديث؟» وتبع أبو محمد ابن حزم الساجيَّ، فضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا! ولم يصب في ذلك».
¥