3 - أسيد بن زيد بن نجيح الهاشمي شيعي متروك، و لكنه قد توبع تابعه حسين بن علي، أخرجه محمد بن مسافر الدمشقي في " الأربعين في فضائل ذكر رب العالمين " (رقم 22/ ترقيم جوامع الكلم)، و لكن حسين هذا لم أعرفه و الأرجح أنه مجهول.
4 - أبان بن أبي عياش متروك الحديث.
طريق الحسن البصري عن أنس:
ذكره الديلمي (الأب) في "الفردوس بمأثور الخطاب" (2/ 103، رقم 2548) بدون إسناد، بلفظ: " ثمن الجنة لا إله إلا الله وثمن النعمة الحمد لله "، ثم وقفت عليه أثناء تصفحي لمخطوطة زهر الفردوس، الجزء الثاني، باب الثاء المثلثة.
قال أبو منصور الديلمي (الابن):
أخبرنا والدي، أخبرنا عبد الملك بن عبد الغفار، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البزار، حدثنا أحمد بن محمد بن صالح البروجردي، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن دازيل (و هو ابن ديزيل الكسائي الهمداني)، حدثنا آدم (و في الأصل: أحمد بدلا من آدم و هو خطأ من الناسخ) بن أبي إياس، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن الشهبة، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ....... فذكره.
قلت: و هذا هو أحوال رجاله بايجاز:
1 - الحسن البصري ثقة إلا أنه مدلس و قد عنعن.
2 - و لم أعرف محمد بن الشهبة هذا!! و لم أدري من هو؟!! و لعله محمد بن زياد البصري، و الله اعلم.
3 - أما حماد بن سلمة فهو حافظ ثقة تغير حفظه، و لكن حديثه فيه تفصيل كثير.
4 - و أما آدم بن أبي إياس فهو ثقة حافظ.
5 - و أما ابن ديزيل فهو ثقة مأمونا.
6 - أما البروجردي فقد ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا، و محله الصدق و الله أعلم.
7 - و لم أعرف كذلك من هو أبو منصور البزار هذا!! و أخشى أن يكون خطأ من ناسخ الأصل.
8 - أما عبد الملك بن عبد الغفار فهو ثقة، وثقه ابن ماكولا.
قلت: و هذا الإسناد ضعيف غريب، لا يرتقي لمرتبة الصحة أو التحسين أبدا، و الله أعلم.
طريق الحسن البصري مرسلا:
أخرجه المحاملي في " الأمالي – رواية ابن مهدي الفارسي " (362)، و أبي محمد الطامذي في " الجزء من فوائده " (27)، و كلاهما من طريق محمد بن سنان القزاز قال: حدثنا قريش بن أنس قال حدثنا حبيب بن الشهيد قال سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمن الجنة لا إله إلا الله.
قلت: و هذا إسناد ضعيف فيه:
1 - الإرسال: و مراسيل الحسن البصري أضعف و أوهى المراسيل، والصواب أنه لا يصح رفع الحديث، و أنه من كلام الحسن رحمه الله نفسه.
2 - قريش بن أنس: صدوق قد تغير و اختلط قبل موته بستة سنين.
3 - محمد بن سنان القزاز: وثقه ابن حبان، و مسلمة بن قاسم الأندلسي، و قال الدارقطني: لا بأس به، و كذبه ابن خراش و أطلق عليه الكذب ابن داود، وقال ابن حجر: ضعيف، و قول ابن حجر هو القول العدل.
قلت: و عزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 387) و في الجامع الصغير (3/ 338)، لعبد بن حميد في تفسيره، و هذا التفسير غير مطبوع إلا شيء يسير منه، و أغلبه إما مخطوط أو مفقود، و الله أعلم.
رواية الحسن البصري من كلامه:
أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف (13/ 529)، و إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية (3/ 59) لابن حجر، و أبو نعيم الأصبهانى في صفة الجنة (47)، و ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 172)، و الخطيب في تاريخه (4/ 318)، و الثعلبي في تفسيره (7/ 231).
كلهم من طريق حبيب بن الشهيد، عن الحسن البصري قال: " ثمن الجنة لا إله إلا الله "، أو بلفظ: " لا اله إلا الله ثمن الجنة ".
قلت: و هذا إسناد صحيح إلى الحسن البصري، و هذا هو الصواب في هذا الحديث أنه صحيح مقطوعا.
قلت: و علقه الطامذي في "الجزء من فوائده" (28) فقال: وقال الحسين: ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا حبيب بن الشهيد، عن الحسن من قوله ولم يرفعه، وهو الصحيح.
و قال ابن حجر: " موقوف صحيح ".
و قال البوصيري في " إتحاف الخيرة المهرة ": " رواه إسحاق بسند صحيح.
و له شاهد من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا رواه الدارمي في مسنده، وفي سنده أبو يحيى القتات وهو مختلف فيه ".
قلت: و لم أجد هذا الشاهد في المطبوع من مسند الدارمي (المشهور بسنن الدارمي).
أقوال العلماء:
قال ابن رجب الحنبلي في " كلمة الإخلاص و تحقيق معناها " (1/ 54):" قاله الحسن وجاء مرفوعا من وجوه ضعيفة ".
و ذكر السبكى في " الأحاديث التي في الإحياء ولم يجد لها إسنادا " (ج:6 ص:301): حديث: " لا إله إلا الله كلمة التوحيد وكلمة الإخلاص وكلمة التقوى والكلمة الطيبة ودعوة الحق والعروة الوثقى وهي ثمن الجنة "
قلت: و هو كما قال: إذ لا يوجد لهذا الحديث بهذا اللفظ أصل أو إسناد.
الخلاصة
هذا الحديث صحيح مقطوعا من كلام الحسن البصري رحمه الله، و لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه و سلم بأي حال. و الله المستعان.
و كتبه
أبو عبد الله أحمد بن عبد المنعم أحمد حشيش السكندري المصري
طويلب علم صغير
¥