[شبهة حول حديث تفترق أمتي علي ثلاث و سبع]
ـ[أحمد حاتم]ــــــــ[08 - 06 - 10, 02:56 م]ـ
شبهه حول الحديث و صحته و قد نقلت للرد عليه بحث من هذا المنتدي الكريم و لكن أحببت أن أستوثق منكم لأن لا ناقة لي و لا جمل في العلم الشرعي
و جزاكم الله كل خير
إن نصَّ حديث الافتراق هو: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرَّقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)) رواه أحمد بن حنبل في مسنده (2/ 332) وغيره وفي رواية ابن ماجه (3993) وأحمد وغيرهما: ((كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)) وفي روايةٍ للطبراني: ((ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
1 - رُوِيَ هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف. قال يحيى بن سعيد ومالك: ((ليس هو ممن تريد)) وقال ابن حبان: ((يخطىء)) وقال ابن معين ((ما زال الناس يتقون حديثه)). وقال ابن سعد ((يُسْتَضْعَف)).
2 - وروي عن معاوية مرفوعاً وفي السند أزهر بن عبدالله الهوزني أحد كبار النواصب الذين كانوا ينتقصون سيدنا علياً عليه السلام وله طامات وويلات. قال الأزدي: يتكلّمون فيه وأورده ابن الجارود في كتاب الضعفاء.
3 - وروي عن أنس بن مالك من سبعة طرق كلها ضعيفة لا تخلو من كذاب أو وضاع أو مجهول.
4 - وروي عن عوف بن مالك مرفوعاً وفي سند روايته عباد بن يوسف وهو ضعيف أورده الذهبي في ديوان الضعفاء برقم (2089).
5 - وروي عن عبدالله بن عمرو بن العاصي مرفوعاً عند الترمذي في السنن (5/ 26) وفي إسناده عبدالرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف.
6 - وروي عن أبي أمامة مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في ((السنة)) (1/ 25) وفي إسناده قطن بن نسير وهو ضعيف منكر الحديث.
7 - وروي عن ابن مسعود مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في سنته وفي سنده عقيل الجعدي. قال الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (4/ 209): ((قال البخاري منكر الحديث)).
8 - وروي عن سيدنا علي كرّم الله وجهه ممن رواه ابن أبي عاصم في كتابه ((السنة)) (2/ 467برقم995) وفي إسناده ليث ابن أبي سُلَيم وهو ضعيف جداً، وحاله معروف عندهم. قال ابن حجر في التقريب برقم (5685): ((اختلط جداً ولم يتميَّز حديثه فَتُرِك)).
هذا من ناحية إسناده وأما من ناحية متنه فنقول:
نحن نجزم ببطلان هذا الحديث سواء بزياداته أم بدونها، والتي منها ((كلها في النار إلا واحدة)) و ((كلها في الجنة إلا واحدة)) فبغض النظر عن هذه الزيادات نحن نقول بأنَّ أصل الحديث باطل للأمور التالية:
1 - لأنَّ الله تعالى يقول عن هذه الأمة المحمدية في كتابه العزيز {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ويقول أيضاً {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً} فهذه الآيات تقرر أن هذه الأمة هي خير الأمم، وأنها أوسطها؛ أي: أفضلها وأعدلها، وأما هذا الحديث فيقرر أنَّ هذه الأمة شر الأمم وأكثرها فتنة وفساداً وافتراقاً، فاليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ثمَّ جاء النصارى فكانوا شراً من ذلك وأسوأ حيث افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، ثمَّ جاءت هذه الأمة فكانت أسوأَ وأَسوأَ حيث افترقت على ثلاث وسبعين فرقة، فمعنى الحديث باطل بصريح القرآن الكريم الذي يقرر أن هذه الأمة خير الأمم وأفضلها.
2 - ويؤكد بطلان هذا الحديث من حيث متنه ومعناه أيضاً أنَّ كلَّ من صنَّف في الفِرَقِ كتب أسماء فِرَق يغاير في كتابه لما كتبه الآخر، ولا زالت تحدث في كل عصر فِرَقٌ جديدة بحيث أن حصرهم لها غير صحيح ولا واقعي، فمثلاً كتب الشيخ عبدالقاهر البغدادي المتوفى سنة 429هـ كتابه في الفِرَق وهو ((الفَرْقُ بين الفِرَق)) ذكر فيه ثلاثاً وسبعين فرقة وقد حدث من زمانه إلى اليوم فرق أخرى ربما تزيد على أضعاف تلك الفِرَق التي ذكرها، وقول من قال إنَّ ما استُحدث من الفرق الجديدة لا تخرج في مبادئها عمَّا ذكره غير صحيح بل باطل، والواقع يرفضه ويثبت فساده.
3 - أنَّ هذا الحديث خاصة بزيادته التي يتشبث بها المجسمة والنواصب والتي هي ((كلهم في النار إلا واحدة)) مخالف للأحاديث الكثيرة المتواترة في معناها التي تنص على أنَّ من شهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله وجبت له الجنة ولو بعد عذاب، ومن تلك الأحاديث ما رواه البخاري (3/ 61/1186 فتح): ((إنَّ الله قد حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) ولفظ مسلم (1/ 63): ((لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه)).