تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لم يصح حديث: (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده)]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[12 - 06 - 10, 07:08 م]ـ

هل بوسعكم توضيح حديث: (رحم الله أبا ذر، يمشي وحيدا، ويموت وحيدا، ويبعث وحيدا) ما يقصد بقوله: (ويبعث وحيدا)؟.

الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث روي من طريقين:

الحديث الأول: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

(لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون:

يا رسول الله! تخلف فلان، فيقول: دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه. حتى قيل: يا رسول الله! تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه.

فتلوم أبو ذر رضي الله عنه على بعيره فأبطأ عليه، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره، فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله، ونظر ناظر من المسلمين، فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا ذر. فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو ذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.

فضرب الدهر من ضربته، وسير أبو ذر إلى الربذة، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني، ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر، فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب، فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: جنازة أبي ذر. فاستهل ابن مسعود رضي الله عنه يبكي، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده. فنزل فوليه بنفسه حتى أجَنَّه – أي: دفنه -، فلما قدموا المدينة ذكر لعثمان قول عبد الله وما ولي منه.

رواه ابن إسحاق في " المغازي " – كما في مختصرها " السيرة النبوية " لابن هشام (2/ 524) – ومن طريقه الحاكم في " المستدرك " (3/ 51)، ومن طريقه البيهقي في " دلائل النبوة " (5/ 221 - 222) عن بريدة بن سفيان الأسلمي – في إسناد الحاكم: يزيد بن سفيان، وهو تصحيف -، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن مسعود رضي الله عنه به.

قال الحاكم رحمه الله:

" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "

وقال ابن كثير رحمه الله:

" إسناده حسن ولم يخرجوه " انتهى.

" البداية والنهاية " (5/ 13)

والأقرب للصواب أنه إسناد ضعيف بسبب بريدة بن سفيان، قال فيه البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث. وقال الدارقطني: متروك. انظر: " تهذيب التهذيب " (1/ 433)

وأعله بعض أهل العلم المعاصرين بالانقطاع ما بين محمد بن كعب القرظي وعبد الله بن مسعود، ولكن لعل الصواب أنه متصل، فقد أثبت السماع أبو داود - كما في " تهذيب التهذيب " (9/ 373) وصحح الترمذي حديثا قال فيه محمد بن كعب: سمعت عبد الله بن مسعود. وقال العلائي: هذا هو الصحيح. " جامع التحصيل " (ص/268)، وانظر: " السلسلة الصحيحة " للشيخ الألباني (رقم/3327)

فيكتفى بالعلة الأولى في تضعيف الحديث.

وقد اختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (66/ 216) من طريقه أيضا ولكن مرسلا من غير ذكر ابن مسعود، وفيه: عن ابن إسحاق، عن بريدة بن سفيان ومحمد بن كعب القرظي قالا – فذكره -.

ورواه ابن عساكر أيضا في " تاريخ دمشق " (66/ 217) من طريق سيف بن عمر، عن إسماعيل بن رافع، عن محمد بن كعب مرسلا أيضا.

الحديث الثاني: عن أبي المثنى الأملوكي الحمصي:

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى أصحابه قال: عويمر حكيم أمتي، وجندب طريد أمتي، يعيش وحده، ويموت وحده، والله وحده يكفيه)

رواه الحارث بن أبي أسامة في " المسند " – كما في " بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث " (1/ 303) – قال: حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن صفوان، عن أبي المثنى به.

قال الشيخ الألباني رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير