[تساؤلات حول هذه الرواية في مصنف ابن ابي شيبة ......]
ـ[محمدلؤي صبحي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله
حدثنا محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لابي بكر بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لابي بكر.
عندي عدة تساؤلات جزاكم الله خير الجزاء
1 - هل صحّ سنّد الرواية؟
2 - هل قول عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك يدلّ على حبّ الفاروق لفاطمة على عكس ماتقول الروافض بينهما؟
3 - هل هذا الحديث يخالف ما اخرجه البخاري رحمه الله من أن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد تأخر ستة اشهر ولم يبايع ابابكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟؟
4 - ما معنى قول ابوحفص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لفاطمة وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك؟ وهل نذهب كما ذهبت الرافضة من ان عمر هدد فاطمة بحرق بيتها ... الخ؟؟؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:14 م]ـ
الرواية رواها ابن أبي شيبة (7/ 432) برقم (37045) بهذا اللفظ والإسناد؛ وإسنادها إلى أسلم مولى عمر بن الخطاب صحيح؛ بل هو على شرط البخاري ومسلم.
إلاّ أنّ له عِلّة؛ وهو أن أسلم مولى عمر لم يكن شاهدًا تلك الحادثة؛ فقد قال محمد بن إسحاق: بعث أبو بكر عمر سنة إحدى عشرة، فأقام للناس الحج، و ابتاع فيها أسلم مولاه. ذكره المزي في تهذيب الكمال في ترجمة أسلم.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في ربيع الأول، ولم يحج عمر بالناس إلا في ذي الحجة من ذلك العام؛ أي: بعد 8 أشهر من وفاة النبي.
وعلى هذا فلا يُعلَم عمّن أخذ هذه الرواية، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:23 م]ـ
قال ابن كثير في (البداية والنهاية) (6/ 301 - 302):" وقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على بيعة الصديق في ذلك الوقت حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما والدليل على ذلك ما رواه البيهقي حيث قال أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الحافظ الاسفراييني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا أبو بكر بن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا بندار بن يسار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نصرة عن أبي سعيد الخدري قال قبض رسول الله واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال فقام خطيب الانصار فقال أتعلمون أنا أنصار رسول الله فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره قال فقام عمر بن الخطاب فقال صدق قائلكم ولو قلتم غير هذا لم نبايعكم فأخذ بيد أبي بكر وقال هذا صاحبكم فبايعوه فبايعه عمر وبايعه المهاجرون والأنصار وقال فصعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير قال فدعا الزبير فجاء قال قلت ابن عمة رسول الله أردت أن تشق عصا المسلمين قال لا تثريب يا خليفة رسول الله فقام فبايعه ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فدعا بعلي بن أبي طالب قال قلت ابن عم رسول الله وختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين قال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه هذا أو معناه قال الحافظ أبو علي النيسابوري سمعت ابن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يساوي بدنة فقلت يسوى بدنة بل هذا يسوي بدرة وقد رواه الامام أحمد عن الثقة عن وهيب مختصرا وأخرجه الحاكم في مستدركه من طريق عفان بن مسلم عن وهيب مطولا كنحو ما تقدم وروينا من طريق المحاملي عن القاسم بن سعيد بن المسيب عن علي بن عاصم عن الحريري عن أبي نصرة عن أبي سعيد فذكره مثله في مبايعة علي والزبير رضي الله عنهما يومئذ وقال موسى بن عقبة في مغازيه عن سعد بن إبراهيم حدثني أبي أن أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى الناس وقال والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة ولا سألتها الله في سر ولا علانية فقبل المهاجرون مقالته وقال علي والزبير ما إلا لأننا أخرنا عن المشورة وإنا نرى أبا بكر احق الناس بها إنه لصاحب الغار وإنا لنعرف شرفه وخيره ولقد أمره رسول الله بالصلاة بالناس وهو حي وهذا اللائق بعلي رضي الله عنه والذي يدل عليه الأثار من شهوده معه الصلوات وخروجه معه إلى ذي القصة بعد موت رسول الله كما سنورده وبذله له النصيحة والمشورة بين يديه وأما ما يأتي من مبايعته إياه بعد موت فاطمة وقد ماتت بعد أبيها عليه السلام بستة اشهر فذلك محمول على أنها بيعة ثانية أزالت ما كان قد وقع من وحشة بسبب الكلام في الميراث ومنعه إياهم ذلك بالنص عن رسول الله في قوله لا نورث ما تركنا فهو صدقة كما تقدم إيراد اسانيده وألفاظه ولله الحمد " إنتهى كلام ابن كثير.
وعلى هذا يكون الجمع أن عليًّا رضي الله عنه قد بايع مرتين:
مرة عند تولي أبي بكر؛ وهي ما ذكر في رواية أحمد والبيهقي وابن خزيمة السالفة في كلام ابن كثير، والتي ــ إن صح أثر أسلم ــ يكون قد حدث أثناءها غِلظة من عمر لمخالفة عليٍّ والزبير لإجماع المسلمين على أبي بكر.
وبيعة ثانية بعد وفاة فاطمة لتأكيد رضاه بخلافة الصديق رضي الله عنهم أجمعين.
¥