[سؤال عن صحبة حجر بن عدي]
ـ[أبو محمد العبدلي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 09:16 م]ـ
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لدي سؤال يتعلق بحجر بن عدي هل له صحبة؟ مع أني سمعت من أحد الأخوة أن البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان، قالوا إن حجر ليس له صحبة، فما هو القول الراجح في المسألة؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:02 ص]ـ
للعلماء في حجر بن عديّ وصحبته قولان:
الأول: أن له صحبة؛ فقد ذكر ابن سعد ومصعب الزبيري ــ فيما رواه الحاكم عنه ــ أنه وفد على النبي صلى الله عليه و سلم هو وأخوه هانئ بن عدي،
قال ابن سعد في (الطبقات):" وذكر بعض رواة العلم أنه وفد إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، مع أخيه هانئ بن عدي، وشهد حجر القادسية". وقال ابن عبدالبر في (الإستيعاب): "كان حجر من فضلاء الصحابة وصغر سنه عن كبارهم ".
ومال إلى ذلك الحاكم في مستدركه وجمع فضائله بعنوان: " ذكر مناقب حجر بن عدي رضي الله عنه و هو راهب اصحاب محمد صلى الله عليه و سلم"، وهو ما رجحه الذهبي.
والثاني: أنه تابعيّ؛ ذكر ذلك ابن معين والبخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان.
قال ابن حبان في (مشاهير علماء الأمصار) (رقم - 648): " حجر بن عدى الكندي واسم عدى هو الادبر وهو الذي يقال له حجر بن الادبر من عباد التابعين ممن شهد صفين مع على بن أبى طالب قتل سنة ثلاث وخمسين".
وإنما يصح القول بالصحبة بأحد أمور:
أحدها: أن يقول من يُظنّ صحبته: رأيت رسول الله، أو سمعتُ، أو حدثني، أو قال لي رسول الله ... مما يدل على السماع من النبي صلى الله عليه وسلم أو رؤيته.
الثاني: أن يقول التابعي: حدثنا فلان، وكان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو نحوها مما يدلّ على أن من فوقه قد رأى النبي أو سمع منه.
الثالث: أن يشتهر بين العلماء القول برؤيته للنبي؛ إما إجماعًا منهم أو شهرةً متكاثرة بحيث يُعدّ المخالف لهم شاذًّا.
وبخلاف ذلك لا يمكن الجزم بالقول بالصحبة، والله تعالى أعلم.
وإذ انتفت هذه الأمور عن حال حجر بن عديٍّ رحمه الله ورضي عنه، مع جزم أئمة هذا الشأن بأنه تابعي ــ كالبخاري وابن معين وأبي حاتم الرازي وابن حبان ــ ممن لا يبلغ مبلغهم ابن سعد ولا مصعب الزبيري ولا ابن عبدالبر الذين قالوا بصحبته؛ ثم إنّ ابن سعد اختلف قوله فيه؛ فمرّة ذكر أنه صحابي ومرة ذكر أنه تابعي من أهل الكوفة؟! كما في (الطبقات الكبرى) له.
ومما يُستأنس به في القول أنه تابعي وليس صحابيًّا أنه ليست له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل رواياته عن عليّ وعمّار بن ياسر وشراحيل بن مرة، من أصحاب النبي.
(تنبيه) بالتتبع لم أجد لحجر بن عديّ رواية عن النبي؛ وإنما روايته عن أصحاب النبي رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا رواية واحدة في (مستدرك الحاكم ــ تحقيق الوادعي) (6053) من طريق عباد بن عمرو ثنا عكرمة بن عمار ثنا مخشى بن حجر بن عدي عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه و سلم خطبهم فقال: أي يوم هذا قالوا: يوم حرام قال: فأي بلد هذا قالوا: البلد الحرام قال: فأي شهر: قالوا شهر حرام قال: فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا كحرمة شهركم هذا كحرمة بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
قال العلامة مقبل الوادعي في تعليقه على الرواية من المستدرك (3/ 576):" في السند (عباد بن عمر) وصوابه (عبادة بن عمر) كما في ترجمة شيخه (عكرمة بن عمار) من (تهذيب الكمال)، وعبادة بن عمر مقبول كما في (التقريب) ومعنى مقبول: أي إذا توبِع، وإلاّ فليّن" إهـ كلام الوادعي.
قلت: وأيضًا (مخشي بن حجر) لم أجد له ترجمة؛ فهو مجهول.
فالحديث ضعيف، ولو ثبت لكان مرجّحًا لقول من قال بصحبته.
فالخلاصة:أن البقاء على الأصل ــ وهو عدم الصحبة ــ حتى يأتي ما يثبتها، هو الراجح، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو محمد العبدلي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب، ولكن ما هو رأي الشيخ الألباني والشيخ الوادعي في هذه المسألة؟
ـ[د محمد الكناني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:19 م]ـ
الجمهور على أنه ليس له صحبة
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:50 م]ـ
أما الشيخ الألباني فلم أقف له على رأي في هذه المسألة ولعلّ ذلك لقلّة ما روى حجر من الأحاديث؛ فلم يكن الشيخ محتاجًا للبحث عن حاله، والله تعالى أعلم.
وكذا الشيخ مقبل رحم الله الجميع.
ـ[أبو محمد العبدلي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:36 م]ـ
أريد الراجح في المسألة هل هو مذهب الجمهور كما قال الدكتور محمد الكناني، أو كلام الأخ أبو عبد الله؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:08 ص]ـ
كلانا متفق، فلعلك لم تنتبه لذلك.