تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التيمي وغيرهما عن الحارث الأعور عن علي مرفوعاً نحوه. وقال: "الأعور قد ضعفه الجمهور، وروي عن أحمد بن صالح توثيقه". قلت: فلم يعله بغير الأعور، لكن ذكر له متابعاً فقال: "وأخرجه الطبراني في "الأوسط" والبيهقي في "الشعب" من رواية الحارث وعاصم بن ضمرة عن علي. ورواه الطبراني أيضا والهروي في "ذم الكلام" له، وأبو الشيخ والديلمي من طريقه، والبيهقي أيضا في "الشعب" كلهم موقوفاً باختصار: "كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد". والموقوف أشبه". وقال الهيثمي في هذا الموقف (10/ 160): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات". قلت: وهو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي (ص223)، وحكاه عن أئمة الحديث والأصول. وقد وجدت له شاهدا ً بلفظ: "الدعاء محجوب حتى يصلى على النبي r". أخرجه ابن حبان في ترجمة "إبراهيم بن إسحاق الواسطي" من "الضعفاء" له يسنده عن ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعاً. وقال فيه: "يروي عن ثور ما لا يتابع عليه وعن غيره من الثقات المقلوبات، على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به". وأورده ابن أبي حاتم (1/ 1/87) فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وله شاهد آخر، فقال ابن القيم في "في جلاء الأفهام" (ص261): "وقال أحمد بن علي بن شعيب (هو النسائي الإمام): حدثنا محمد بن حفص حدثنا الجراح بن مليح (الأصل: يحيى): حدثني عمر (الأصل: عمرو) بن عمرو قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: قال رسول الله r: " الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله عز وجل، وصلاة على النبي r، ثم يدعو فيستجاب لدعائه". وعمر بن عمرو هذا هو الأحموسي له عن عبد الله بن بسر حديثان هذا أحدهما". قلت: قال ابن أبي حاتم (3/ 1/127): "شامي، أبو حفص، أدرك عبد الله بن بسر ... قال أبي: لا بأس به، صالح الحديث، هو من ثقات الحمصيين". والجراح ابن مليح هو البهراني، شامي حمصي، روى عن جمع منهم الأحموسي هذا كما في "الجرح والتعديل" (1/ 1/524)، وقال عن أبيه: "صالح الحديث". ومحمد بن حفص الظاهر أنه الوصابي الحمصي أبو عبيد روى عن محمد بن حمير وغيره، قال ابن أبي حاتم (3/ 2/237): "أدركته، وأردت قصده والسماع منه فقال لي بعض أهل حمص: ليس بصدوق، ولم يدرك محمد بن حمير، فتركته". وقال ابن منده: "ضعيف". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "يغرب". والحديث رواه الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس كما في "القول البديع" (ص222) ولم يتكلم على إسناده بشيء. وقد جزم المناوي بضعفه، فقال: "فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري، قال الذهبي في "الضعفاء": منكر الحديث". وجزم بأن رواية الطبراني المتقدمة جيدة الإسناد. وخلاصة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على أقل الأحوال. ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في "الأوسط" (4/ 448 - مصورة الجامعة الإسلامية)، فإذا هو من طريق عامر بن يسار حدثنا عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن علي موقوفاً. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كما تقدم عن الهيثمي، لكن أبو إسحاق – وهو السبيعي - مدلس وكان اختلط إلا أن ذلك لا يضر في الشواهد. والله أعلم. ومن شواهده ما أخرجه الترمذي (1/ 97) عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: "إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك r". وأبو قرة مجهول.

قلت: واضح من تخريج الشيخ الألباني أن طرق الحديث كلها ضعيفة، وإن كان حسَّنَها بمجموعها، فتبقى ضعيفة! سيما وأن فيها حكم عقائدي خطير، فمعناها أن دعاء ملايين المسلمين ممن لا يعلمون بهذا الحكم محجوب لا يصل إلى أرحم الراحمين السميع المجيب القريب، وهذا محال على أرحم الراحمين، بل معلوم أن دعاء الكفرة من اليهود والنصارى ممن لا يصلون على النبي r قد يستجاب له على وفق حكمة الله ورحمته الواسعة، بل قد ثبت في الصحيح من وصيته r لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن أنه قال له: "واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" ولم يقيدها بالصلاة عليه r. ويكفينا قوله تعالى في القرآن الكريم] وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ [. ولكن نقول أن الصلاة على النبي r من أعظم أسباب قبول الدعاء ومن أعظم القرب والوسائل إلى الله تعالى. هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير