تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وخالفه ابن عرعرة قال عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن يزيد والحديث مشهور بعبد الله بن يزيد رواه عنه أبو إسحاق ومحارب عنه ولم يقل عن ابن أبي ليلى غير أبان بن تغلب عن الحكم وغير أبان أحفظ منه اهـ

هذا القول من الحافظ الدارقطني فيها ميل إلى أن رواية أبان وهم لأنه تفرد بها عن الحكم وقد خالفه من هو أحفظ منه

أقول: الأقرب والله أعلم أن رواية أبان محفوظة لا وهم فيها ووجه ذلك أن أبان بن تغلب ثقة وثقه الأيمة في الرواية ولم يتفرد بهذا الحديث عن الحكم فقد تقدم قول ابن عيينة " حدثنا الكوفيون أبان وغيره " وهذا القول محفوظ عن سفيان وهو يدل على أنه قد رواه عن الحكم غير أبان وإن لم يسم خلافا للدارقطني القائل ولم يقل عن ابن أبي ليلى غير أبان بن تغلب عن الحكم

ثم إن رواية شعبة عن الحكم التي رجحها الدارقطني تفرد بها عنه محمد بن عرعرة دون أصحابه وحفاظ حديثه فكلهم - وهم تسعة عشر - روى هذا الحديث عن شعبة عن أبي إسحاق غير ابن عرعرة هذا وهو وإن كان ثقة ليس من المقدمين في شعبة بل إن له وهما في الرواية عنه ولا يحتمل منه تفرده عنه بهذا الوجه ويقويه أن الأيمة لم يخرجوا هذا الحديث في دواوينهم المشهورة مع جلالة هذه الرواية وحسبنا أيضا أن الإمام مسلما صححه من هذا الوجه وسكت عنه أيضا الإمام أبو داود فلم يعله والله أعلم

تنبيه نبيه:

قال الشيخ مقبل رحمه الله في حاشية التتبع: الذي يظهر لي أن قول الدارقطني رحمه الله وجيه لأن الحديث مشهور بعبد الله بن يزيد كما قال الدارقطني فقد رواه عن عبد الله بن يزيد أبو إسحاق كما عند البخاري ومسلم ورواه أيضا عن عبد الله بن يزيد محارب بن دثار عند مسلم

ولأن أبان بن تغلب قد خالفه محمد بن عرعرة كما يقول الدارقطني ... ومحمد بن عرعرة قد توبع كما ترى فيكون حديث أبان شاذا وعذر مسلم في هذا أنه ذكره في المتابعات ويحتمل أنه ذكره ليبين علته والله أعلم اهـ باختصار

أقول: رحم الله الشيخ فهذا الكلام تضمن بعض الأوهام وخلا من بعض التحقيق وهاك البيان

1/ كون الحديث مشهورا بعبد الله بن يزيد لا يمنع أن يكون ثابتا من رواية راو آخر إذا صح إليه السند وشاهد ذلك حديثنا هذا فشهرة الحديث عن أبي إسحاق السبيعي لم تمنع صحته من طريق محارب بن دثار وقد تفرد به أبو إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني عنه

2/ قوله " ولأن أبان بن تغلب قد خالفه محمد بن عرعرة " وهم سافر فإن ابن عرعرة لم يخالف أبان لأنه ليس في طبقته وإنما خالف أصحاب شعبة لو انتبه الشيخ إذ رواه هو عنه عن الحكم عن عبد الله بن يزيد ورووه هم عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله

3/ وقوله " ومحمد بن عرعرة قد توبع كما ترى " وهم آخر إذ التحقيق أن ابن عرعرة خولف كما تقدم وقوله " فيكون حديث أبان شاذا " وهم أيضا مرتب على الوهم المتقدم بل حديث أبان محفوظ ثابت إن شاء الله احتج به الإمام مسلم وهذا الأصل حين يخرج الحديث في الصحيح فلا وجه لقول الشيخ بعد " وعذر مسلم في هذا أنه ذكره في المتابعات ويحتمل أنه ذكره ليبين علته والله أعلم "

أقول: هذا ما بدا لي والله أعلى وأعلم وقد وجدت لحديث ابن أبي ليلى طريقين آخرين

1/ أخرجه السراج في المسند ثنا يوسف بن موسى ثنا مهران بن أبي عمر الرازي ثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال: كنا لا نسجد خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نراه قد أمكن جبهته من الأرض.

إسناده ضعيف عبد الأعلى والد علي هو ابن عامر الثعلبي الكوفي لين الحديث والسند إليه فيه بعض اللين ولم أقف عليه عند غير السراج

3/ محمد بن جحادة

أخرجه الإسماعيلي في معجم أسامي شيوخه ني الحسين بن علي الخرقي بباب الطاق ببغداد من شيوخ أصحاب أحمد ثنا المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن محمد يعني ابن جحادة عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده لم نزل قياما حتى تقع جبهته إلى الأرض فذكرت قوله للحكم فقال حدثنيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء

ومن طريق الإسماعيلي أخرجته شهدة في العمدة

إسناده واه الحسن بن أبي جعفر هو أبو سعيد البصري صاحب تأله وعبادة غير أنه واهي الحديث وقد تركه جماعة

ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:11 م]ـ

فائدة عزيزة:

هذا الحديث الصحيح تضمن سنة عزيزة من سنن الصلاة وهي أن الصحابة رضي الله عنهم كما قال البراء " كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ركع ركعوا وإذا رفع رأسه من الركوع فقال سمع الله لمن حمده لم نزل قياما حتى نراه قد وضع وجهه في الأرض ثم نتبعه. وفي لفظ " كانوا يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدا يحني ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض ثم يخر من وراءه سجدا.

وهذه السنة أضاعها أكثر المصلين فيما رأيت وعلمت فلا يكاد الإمام يكبر للسجود حتى ترى المأمومين يسابقونه إلى السجود فمنهم من يسجد قبله ومنهم من يسجد معه ومنهم من يسجد بعده لكنه يهوي دون أن يضع الإمام جبهته على الأرض وقد قال الإمام الترمذي بعد تصحيح الحديث وبه يقول أهل العلم أن من خلف الإمام إنما يتبعون الإمام فيما يصنع لا يركعون إلا بعد ركوعه ولا يرفعون إلا بعد رفعه لا نعلم بينهم في ذلك اختلافا والغريب أن أيمة المساجد لا ينبهون المصلين على هذه السنة وإن كان بعضهم ممن نعرف ينبههم على عدم مسابقة الإمام بالتأمين فالله المستعان

بقيت بقية يسيرة وهي تتعلق بقول عبد الله بن يزيد عن البراء حدثنا البراء وهو غير كذوب سأذكرها إذا يسر الله تعالى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير